الأزمة المالية التي تشهدها المؤسسات الإعلامية في لبنان، من بينها قناة وجريدة «المستقبل» لم تعد خافية على أحد. في فترة سابقة، جرى دمج محطتي «المستقبل» في قناة واحدة تخفيفاً للأعباء. إلا أنّ ذلك لم يحل دون التأخّر المتكرّر لرواتب الموظّفين الذين يضطرون للانتظار أشهراً عدة حتى وصول «التحويلات». الجديد في الأزمة هذه المرة أنّها طالت غير العاملين في القناة أيضاً.
بعض المشتركين في برامجها الترفيهية أو برامج المعلومات العامة بهدف الفوز بجوائز مادية أو عينية لم تسدِّد لهم القناة مستحقاتهم حتى اليوم. «Trust قصة ثقة» هو أحد هذه البرامج الذي لم يدفع لجميع الفائزين فيه الجوائز المالية التي ربحوها، رغم مرور أكثر من سنة على تصوير البرنامج وعرضه. علماً أنّ البرنامج صُوِّر في بيروت بنسخه الثلاث (لبنانية وخليجية ومصرية) وكل واحدة تولى تقديمها نجم معروف.
النسخة اللبنانية صوّرت في أواخر عام 2012، وعُرضت الحلقات تباعاً في شهر شباط (فبراير) 2013، وقدّمه ميشال قزي (إنتاج مشترك بين Ideas TV وتلفزيون «المستقبل»). المشتركون في Trust يشكّلون فريقاً يضمّ متسابقين اثنين يجيبان على 12 سؤالاً من فئة المعلومات العامة، ويتعرّف المشتركان في الفريق الواحد إلى بعضهما بعضاً قبل بدء التصوير بدقائق، إلا أن عليهما أن يطورا الثقة بينهما كي يكسبا الرهان والجوائز المالية التي تصل قيمتها إلى 50 مليون ليرة في النسخة اللبنانية.
أحد الفائزين الذي حاورته «الأخبار» يشرح أن جميع المشاركين يوقّعون عقوداً تنص على أن الفائز يحصل على الجائزة المالية التي ربحها بعد ثماني أشهر من تصوير البرنامج (كحد أقصى). وحين تواصل معهم للمرة الأولى، برّروا بأنهم سيدفعون تباعاً «كل أربع حلقات معاً». لكنّ المهلة القانونية المنصوص عليها انتهت. وعند كل اتصال بين المشترك وادارة التلفزيون منذ حوالى سنة حتى اليوم، كان يحصل على تبريرات مختلفة ومتنوعة: «ما معنا مصاري هلق»، و«ناطرين الحوالات وبعدها ما وصلت»، و«يمكن هيدا الشهر يجينا مصاري»، و«انت ربحت مبلغ كبير فبدك تنطر».
المبلغ «الكبير» الذي يُبرّر عبره التأخير لا يتخطى 8 ملايين ليرة لبنانية، ما يدل على حجم الأزمة التي تمر بها القناة. والأخيرة لا تنفي كل ما ذكر. يقول المنتج المنفذ للبرنامج محمد مصري لــ «الأخبار» بأنّ «الأولويات تفرض علينا أن ندفع رواتب الموظفين قبل أي شيء آخر». ووجّه مصري اعتذاره للمشاركين، واعداً بتسديد مستحقاتهم حالما تفرج أزمة السيولة والتحويلات في القناة.


يمكنم متابعة حسين مهدي عبر تويتر | @Husseinmehdy