تستعدّ القدس المحتلّة لاحتضان الدورة الأولى من «مهرجان القدس للسينما العربية» بين 20 و24 كانون الثاني (يناير) 2021. مبادرة هي الأولى من نوعها في المدينة الفلسطينية، تسعى إلى «عرض أفلام عربيّة مميّزة وهادفة في أرجاء المدينة بشكل مُبتكر»، فضلاً عن إقامة فعّاليّات وورش عمل بمشاركة فنّانين وحرفيّين في مجال صناعة السينما والإعلام المرئيّ والمسموع، ترمي إلى ربط الناس بالمحترفين في هذين الميدانَيْن. في حديث سابق لـ «الأخبار»، لفتت مديرة المهرجان، نيفين شاهين، إلى أنّ الحدث المرتقب سيُنفَّذ ضمن برامج مؤسّسة «آرت لاب» في القدس المحتلّة، مؤكدةً في الوقت نفسه أنّ JAFF يأمل في منح المقدسيّين فرصة لخوض تجربة سينمائيّة متفرّدة بواسطة برنامجه المنوّع بما في ذلك من أشرطة عربيّة ذائعة الصيت.
وقبل أيّام، كشف «مهرجان القدس للسينما العربية» عمّا في جعبته لموسمه الأوّل من أشرطة ستشارك في ثلاث مسابقات أساسية، مخصّصة للأفلام الروائية الطويلة، الوثائقية والقصيرة. ويبدو لافتاً التنوّع الذي تتسم به البرمجة على صعيد البلدان والمواضيع، في الوقت الذي تتألّف فيه لجان التحكيم من أسماء عربية بارزة لناحية صناعة الفنّ السابع.
يجلس في لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة الفلسطيني ــ السويدي محمد قبلاوي (رئيساً)، مع الفلسطينية ــ اللبنانية مي مصري والمصري أمير رمسيس.
«200 متر» (90 د)، من بين الأفلام التي ستتبارى في هذا السياق. من خلال هذا العمل، يغوص المخرج الفلسطيني أمين نايفة في جدار الفصل العنصري الذي بناه الصهاينة في فلسطين وما خلّفه من معاناة حقيقية على الأرض، من خلال تتبّع حكاية «مصطفى» وزوجته «سلوى».
«بيك نعيش» (96 د)، باكورة الأعمال السينمائية الطويلة للمخرج التونسي الشاب مهدي البرصاوي. تتحول رحلة «فارس» و«مريم» إلى الجنوب التونسي إلى كارثة عندما يصاب ابنهما الوحيد «عزيز» بطلق ناري عشوائي، ما يستلزم زراعة كبد. تنقلب حياة الأسرة رأساً على عقب، وتكشف عن سرّ قديم طال إخفاؤه يكاد يهدّد علاقة الزوجين إلى الأبد.
وعلى القائمة نفسها، فيلم «من أجل القضية» (90 د) للمغربي حسن بنجلّون، الذي يتناول القضية الفلسطينية عن طريق قصّة العازف الفلسطيني «كريم» والمغنية الفرنسية «سيرين». يحاول الثنائي الخروج من المغرب باتجاه الجزائر، من أجل المشاركة في حفلة لفرقتهما الغنائية في وهران، لكن وبسبب قوانين الحدود العبثية يجدان نفسيهما ممنوعين من دخول الجزائر، ومن العودة إلى المغرب كذلك، ليكونا حبيسَي الجسر الرابط بين البلدين.
شريط «سيدة البحر» (74 د ــ إخراج شهد أمين) الذي اختاره السعودية أخيراً لتمثيلها رسمياً ضمن فئة أفضل فيلم أجنبي في الدورة الثالثة والتسعين من الأوسكار، سيكون حاضراً أيضاً. تدور الأحداث حول فتاة تلقى مصيرها عندما تقف وحدها ضدّ أسرتها وتقلب تقليد القرية المتمثّل في التضحية بالأطفال الإناث إلى المخلوقات الغامضة التي تعيش في المياه المجاورة.
ومن بين الأعمال السينمائية التي اختيرت لتمثيل بلادها في الأوسكار عن فئة أفضل فيلم أجنبي، سيكون جمهور «مهرجان القدس للسينما العربية» على موعد مع الفيلم المصري «لمّا بنتولد» لتامر عزّت. على مدى 110 دقائق، يتناول العمل قصة ثلاثة أشخاص؛ الأوّل يحاول أن يصبح مغنياً معروفاً، والثاني امرأة مسيحية حالمة تقع في حب شاب مسلم، بينما الثالث يعمل في مجال التدريب الرياضي.
ثلاث مريضات وممرضة في جناح للطب النفسي في الدار البيضاء في المغرب، من أعمار وخلفيات اجتماعية مختلفة، يواجهن معاناتهن وتتشكل بينهن روابط صداقة قوية، فيساعدهن تسللهن ليلاً إلى الخارج في العودة شيئاً فشيئاً إلى الحياة. هذه هي باختصار حكاية فيلم «نساء الجناح ج» (95 د) للمغربي محمد نظيف الذي سيخوض المسابقة نفسها.
أمل في منح المقدسيّين فرصة لخوض تجربة سينمائيّة متفرّدة


على صعيد الوثائقيات، تضمّ لجنة التحكيم اللبناني هادي زكاك (رئيساً)، المصرية هلا جلال واللبنانية زينة دكّاش. من فلسطين، وقع الاختيار على فيلم واحد في هذه المسابقة هو «إبراهيم إلى أجل غير مسمّى» للينا العبد، فيما انتُقي من لبنان «بيروت المحطّة الأخيرة» لإيلي كمال و«تحت التحت» لسارة قصقص، فضلاً عن «أرواح صغيرة» للأردنية دينا ناصر و«ليس فقط صورتك» لآن باك ودرور ديان (فرنسا/ ألمانيا).
وبالانتقال إلى مسابقة الأفلام القصيرة، تتألّف لجنة التحكيم من التونسية أنيسة داود (رئيسة)، الفلسطينية ــ الأردنية علا الشيخ واللبناني إيلي داغر. أما قائمة الأفلام، فتضم: «إكسترا سيف» لنوران شريف و«ستاشر» لسامح علاء و«الحد الساعة خمسة» لشريف البندراي و«حنة ورد» لمراد مصطفى من مصر، إلى جانب «أمّي» لوسيم جعجع و«حاجز» لداليا نمليش من لبنان. وهناك أيضاً فيلمان فلسطينيان، هما: «سلفي زين» لأميرة دياب و«المختبر» للاريسا صنصور.

* الدورة الأولى من «مهرجان القدس للسينما العربيّة»: من الأربعاء 20 لغاية الأحد 24 كانون الثاني 2021. (رابط صفحة الحدث على فايسبوك)

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا