منذ تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، كان مرصد «مهارات» الإعلامي ينشر دورياً نتائج رصده لشبكات البرمجة التي تعتمدها القنوات المحلية. شمل مسح «مهارات» خمس محطات (mtv، و lbci، و«الجديد»، و«المستقبل»، و«المنار»)، على أن تظهر نتائج nbn في الأيام المقبلة. نتائج متوقّعة سجّلتها هذه القنوات في توزيع برامجها. إذ نحى أغلبها إلى الترفيه، أو حلّ هذا النوع في مراتب متقدمة من برمجة هذه القنوات، مع استثناء بعض المحطات التي تولي كل جهدها للترويج لخطها السياسي أو الإيديولوجي. نشرت «مهارات» أخيراً هذه النتائج على موقعها الإلكتروني بعدما أجرى هذا المسح فريق يترأسه محامي الجمعية طوني مخايل. في مقابلة مع «الأخبار»، غاص مخايل معنا أكثر في هذا التوزيع الذي أظهر وجود قواسم مشتركة بين بعض المحطات.
«المؤسسة اللبنانية للإرسال» اكتسحت القنوات الأخرى في الترفيه (66%) تبعاً لشبكتها الشتوية فيما حلت البرامج المندرجة تحت إطار «مجلات المعلومات» (البرامج التي تقدم معلومات عامة أكانت تثقيفية أم دعائية) في الدرجة الثانية (15%) تلتها الأخبار (13%).

وشهدت برمجة المحطة غياباً تاماً للبرامج الوثائقية والثقافية وتلك المخصّصة للأطفال بخلاف ما كانت عليه سابقاً.
الدراسة ستصدر في كتيب توزَّعه الجمعية على المحطات والجهات الرسمية المختصّة
على غرار lbci، خصّص تلفزيون «الجديد» 50.61% من برمجته للترفيه بما فيها برامج المنوعات كـ Z ladies، و«غنيلي تغنيلك». اللافت هنا كان الاهتمام الذي توليه المحطة للشأن الرياضي عبر تخصيص ثلاثة برامج ضمن شبكتها الأسبوعية. أما otv، فقد حلّ موضوع الترفيه لديها في المرتبة الثانية (23%)، وحازت «مجلات المعلومات» على 41 % من برمجتها، فيما تصدّر المرتبة الأولى برنامج «يوم جديد» الصباحي (50%)، والباقي انتقل الى مجال الأخبار. هذه الأرقام هي دليل عافية بالنسبة إلى الشاشة البرتقالية، إذ تظهر أنّ هذه البرامج تحتوي على نسبة مرتفعة من الفقرات التسويقية، الى جانب تقديمها معلومات عامة للمشاهدين. قناة «المستقبل» أيضاً استحوذت على نسبة من «مجلات المعلومات» (41%) وأشهر برامجها على الإطلاق هو «عالم الصباح» الذي يقدم باقة من المواضيع الاجتماعية والفنية. الملفت كان الثقل الذي توليه القناة للسياسة (28 %) أكان عبر نشراتها الإخبارية التي تتفرّد في تقديمها بمختلف اللغات (الفرنسية، العربية، الإنكليزية والأرمنية)، أم عبر برامجها الحوارية كـ inter-views و DNA، مع تسجيل غياب تام للدراما اللبنانية لتحل مكانها المصرية والتركية والأميركية.
وحدها «المنار» تغرّد خارج السرب. هي الوحيدة ــ بحسب «مهارات» ـــ التي يطغى على شبكة برمجتها «الالتزام الديني والتعبئة الاجتماعية في مواجهة العدو الإسرئيلي»، ولو اندرج ذلك تحت عناوين مختلفة مثل «مجلات المعلومات» (33 %) والبرامج الدينية البحتة (18 %) والترفيه (16 %).
هذا في العموم. أما في تفاصيل بعض النتائج التي تفرّعت أبوابها الى أجزاء إضافية تبعاً لعدد الدقائق الأسبوعية، فنرى مثلاً في «مجلات المعلومات» (740 دقيقة) التي يخرج منها التسويق أنّ mtv استحوذت على هذه السوق، خصوصاً في موضوع الترويج للعقارات، تليها otv بنسبة 24 % التي تخصصها تحديداً لتسويق العقارات وتنظيم حفلات الأعراس. أما برامج الحوار السياسي، فقد حازت حصة الأسد فيها قناة «المنار». تبعاً لمعيار الوقت (5646 دقيقة اسبوعية)، استحوذت قناة المقاومة على النسبة الأكبر (23 %) تليها otv (20 %)، و«الجديد» (15 %) وأخيراً «المستقبل» (15%).
من خلال ما تقدَّم من تشريح لنتائج هذه البرمجة، تظهر جلياً الفجوات التي يخرق بعضها «دفتر الشروط النموذجي» الذي وضعه «المجلس الوطني للإعلام» للمؤسسات الإعلامية المندرجة ضمن الفئة الأولى، (أي القنوات المذكورة آنفاً) بهدف استحصالها على التراخيص. الشق الترفيهي الذي يسيطر على السواد الأعظم من القنوات، يتعدى الوقت الذي حدده الفصل الثالث من دفتر الشروط في ما يخصّ هذه البرامج. إذ ينصّ على تخصيص 129 ساعة للمنوعات و 90 ساعة للألعاب والمسابقات. أما في الدراما المحلية، فحدث ولا حرج، مع تدني حضورها على هذه الشاشات بشكل مخيف. وبحسب القانون، يتوجب تخصيص 730 ساعة إلزامية سنوياً لهذا المجال، رغم المشكلات الفنية الكثيرة التي تعانيها هذه الصناعة. وتقع الطامة الكبرى في شق برامج الأطفال، مع تشديد هذه الشروط، على أن تخصص لها 146 ساعة سنوياً. مع الوقت، تدنّت هذه البرمجة لتصل في بعض المحطات الى صفر كـ «المستقبل». هذا من دون التحدث عن الإهمال التام للبرامج الثقافية.

يمكنكم متابعة زينب حاوي عبر تويتر | @HawiZeinab





حبيبي الـ «توك شو»

نتائج دراسة «مهارات» لن تبقى حبيسة موقعها الإلكتروني، إذ ستعمد الى إصدارها في كتيب يوزع على القنوات وعلى الجهات المختصة من وزارة الإعلام اللبنانية و«المجلس الوطني للإعلام» بغية فتح نقاش مهني على ضوئه. وصحيح أنّ الرسوم البيانية في الدراسة تظهر فروقاً في الأرقام بين القنوات في المواضيع التي ذكرناها آنفاً، الا أنّ اللافت هو توزيع الحصص بشكل شبه متساو في ما خصّ برامج الحوار السياسي، ما يؤشر الى عدم استغناء هذه القنوات عن «فيتامينها» الأساسي: الـ «توك شو» ونجومه كمرسيل غانم وجورج صليبي والآخرين.