تونس | عمل مصلح كريّم كمساعد مخرج مع أغلب السينمائيين التونسيين قبل أن يقدم باكورته «باب الفلة» التي تتواصل عروضها حالياً في الصالات وسط إقبال لم تشهده السينما التونسية منذ سنوات. يعدّ هذا الفيلم من الأعمال القليلة التي تعتمد على نجوم الشاشة الرمضانية، إذ اعتاد المخرجون تقديم وجوه جديدة في كل فيلم.
يجمع الشريط فتحي الهداوي، ودرّة زرّوق، وفاطمة بن سعيدان، وشاكرة رماح، ويونس الفارحي، وعلي بنور، ومنصف السويسي، وعبد المجيد الاكحل، وسهام مصدق، وقابيل السياري، وتوفيق البحري، ومنال عبد القوي الى جانب الممثلة المغربية نفيسة بن شهيدة. إنّها حكاية حبّ تدور في حي شعبي، بطلها صاحب صالة سينما يدعى جياني. عبر هذه الحكاية، يبرز الشريط المشهد الثقافي والاجتماعي والسياسي في تونس التسعينيات أي في بداية حكم زين العابدين بن علي ضمن أحداث تجري وسط حي شعبي شهير (باب الفلة) وسط المدينة العتيقة. طارق صحافي شاب يشتري والده الصالة القديمة، فيعثر في أرشيفها على مذكرات صاحبها الايطالي جياني (علي بنور)، فيقرّر البحث عنه. بعد بحث مضنٍ، يصل الى جياني الذي صار مقعداً يعيش في دير للراهبات يتولين رعايته. تستيقظ في وجدان جياني ذكريات «سينما العالم» التي كان يديرها وسط تونس العتيقة ويتذكّر أهل ذلك الحي الغارق في البطالة والانحراف والجنون.
يبرز «باب الفلة» المشهد الثقافي والاجتماعي والسياسي
في بداية حكم
بن علي


ستحضر شخصيات الحي مثل الشاب سليم (قابيل السياري) الذي افتتن بالسينما، وخطيبته عزة (درة زروق) التي سلبت قلبه قبل أن تموت في آخر الفيلم مع حبيبها سليم على يد عشيقته جانيت (نفيسة بن شهيدة) التي تدير داراً للمتعة. أما سليم، فيموت مقتولاً بسكين تنتوشة (يونس الفارحي) شقيق جانيت الذي قتل عاملات في دار المتعة لأنّهن غادرنا الدار من دون علم جانيت بذلك، ليمارسن الحب خارجها. وهو ما اعتبره تنتوشة المخبول خيانةً لشقيقته. وعندما يعلم جياني بحقيقة عشيقته جانيت، وشقيقها تنتوشة، يصاب بأزمة قلبية تقعده عن الحركة. الفيلم الذي يقدم حكاية حب دامية هو تراجيديا حديثة أراد مصلح كريّم من خلالها أن يحيّي سينما الثمانينيات في تونس بعرض مشاهد من فيلمي «يا سلطان المدينة» لمنصف ذويب و«عصفور سطح» لفريد بوغدير، خصوصاً المشاهد التي كانت صادمة آنذاك وأثارت الجدل في تونس كمشهد النساء في الحمام. تضمن الشريط روحاً من الدعابة في تقديم تفاعل الجمهور مع هذه المشاهد، وبعض شخصيات الحي الشعبي مثل حسن (منصف السويسي) الذي يجسّد دور رئيس شعبة للحزب الحاكم سابقاً، وربيعة (فاطمة بن سعيدان) التي تؤدي دور المخبولة.