«أهتمّ كثيراً» (2020) الذي طُرح أخيراً على نتفليكس، هو مواجهة بين شخوص، يقلّل جشعهم الذي لا يعرف حدوداً، من قيمة كل مواصفاتهم الإنسانية. لا يترك الفيلم مجالاً آخر غير مرجعيتهم الذاتية المطلقة اللامحدودة. لكنه يخفق إلى حد بعيد في اقتناص فرصة انتقاد النظام الاجتماعي، الذي يخدم الفيلم كإطار ساخر. مع ذلك، من الصعب عدم الاستمتاع بالقصة القاسية التي يعرضها الفيلم، بخاصة في النصف الأول. من خلالها، تمكّن المخرج جي بلاكسن من تحويل انتباه الجمهور إلى الفكاهة مع التشويق وبعض العنف.مارلا غريسون (روزاموند بايك)، صاحبة شركة مربحة قانونية تماماً، تعيّنها المحكمة بصفتها وصية على المسنّين، ووظيفتها هي الاعتناء بالصحة الجسدية والعقلية والمالية لعملائها. جنباً إلى جنب مع شريكتها العاطفية والمهنية فران (إيزا غونزاليس)، لديهما مخطط لجعل الرجال والنساء المسنّين يقعون في براثنهما، حتى تتمكنا من الاحتفاظ بكل الأموال التي جنوها طوال عمرهم. كان كل شيء يمشي على الطريق الصحيح لكلتيْهما، حتى أصبحت مارلا وصيّة على العجوزة الثرية جينيفر (ديان ويست)، التي تربطها صلات بعصابات سرية.
حقائق مروّعة عن سوء معاملة كبار السنّ من قبل النظام الاجتماعي


كان يمكن للفيلم أن يكون هجاءً ذكياً وحاداً للنظام الاجتماعي. النصف الأول يعمل بشكل جيد، مع القليل من التوتر والشدة. في النصف الثاني، تبدأ التناقضات تتراكم، بعضها فوق بعض، وتُغرق الفيلم في دوامة من الأنماط الاجتماعية والحشو. أخطأ الفيلم في عدم الحفاظ على التناغم بين الشخصيات والمواقف في النصف الثاني، ما يولّد انطباعاً بأنّ المخرج والكاتب جي بلاكسون كان يركز على تطوير حوارات مضحكة ومواقف غير منطقية، وأنيقة نوعاً ما، إلى درجة أنه نسي الحفاظ على الاتساق في ما بينها. هذا ما جعل الفيلم بروفة ساخرة أو تمريناً على أسلوب ما. ولكنه نجح إلى حد ما، بما يمثله الفيلم. «أنا أهتمّ» لا يتعلق بما يحدث كثيراً مع شخصياته، لكنه يتعلق بالصورة التي تمثّلها هذه الشخصيات في مجتمع فاسد ورأسمالي. في النهاية، نستمتع بمشاهدة «أنا أهتم»، الذي يعرض حقائق مروّعة عن سوء معاملة كبار السنّ من قبل النظام الاجتماعي. لكنه في الوقت نفسه يضيع في منتصفه، ويفقد الإثارة ويتحوّل إلى شيء مألوف ومعلّب.
الفيلم جاهزٌ ليكون على قائمة أكثر عشرة أفلام مشاهدةً على نتفليكس.

* I Care A lot على نتفليكس

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا