انتهت المخرجة الروسية ماريا إيفانوفا، أخيراً من العمل على فيلمها الروائي الأوّل «الغضب» الذي تدور أحداثه بين بلدان عدّة من بينها لبنان. في هذه الدراما النفسيّة، تضطرّ الفتاة اللبنانية «إيدا» لترك قريتها هرباً من والدتها المدمنة على الكحول. غير أنّ قرار المغادرة لا يتعلّق بالعائلة وحدها، بل يقابل البطلة تنقّل جغرافي من القرية الصغيرة إلى المدينة، يبدو كمعادل نفسي لهذا الهرب العائلي. «الغضب» هو الباكورة الروائية للمخرجة والمنتجة التي انتقلت من الصحافة إلى السينما التسجيلية. أنجزت إيفانوفا فيلمها الأوّل سنة 2017، بعنوان «الفارّون من الحرب»، وثيقتها عن اللجوء السوري في العالم. وقد صوّرت ذلك الشريط بين مخيّم للجوء في ألمانيا، متتبّعة الطفل «محمّد» الذي هاجر بمفرده إلى ألمانيا. كان على إيفانوفا أن تزور أهله مجدّداً في دمشق، رغم كلّ ظروف الحرب هناك، قبل أن تعود إلى مخيّمات اللجوء السوري في لبنان. وقد افتتحت إيفانوفا الوثائقي في النسخة الأولى من «مهرجان السينما الروسية في لبنان» الذي أطلقته المخرجة نفسها سنة 2016 في بيروت. تجربة جاءت لتتوّج رحلتها الطويلة في إنتاج أعمال سينمائية وتلفزيونية في المنطقة من خلال شركتها «سكوب برودكشن». أما فيلمها الجديد الذي قبعت قصّته في رأسها لسنوات عدّة، فقد بدأت بتصويره هذه السنة، رغم كلّ الظروف الصعبة (إنتاج مشترك بين لبنان وألمانيا وفرنسا) التي شهدها لبنان من إجراءات مواجهة الوباء إلى انفجار المرفأ. إذ أنّ المخرجة اختارت معظم مواقع التصوير في لبنان، حيث تقصّدت أن يكون للأمكنة دور أساسي في تقديم المعاني الأساسية للفيلم، وصراعاته المتلاحقة. رغم أنّ الحرب انتهت، إلا أن اختيار المخرجة وقع على إحدى القرى اللبنانية التي شهدت اشتباكات مسلّحة في السنوات الأخيرة. أحداث الشريط تجري بعد انتهاء الحرب الأهليّة، حيث تبدأ «إيدا» (الممثلة اللبنانية الشابة منال عيسى) بمواعدة رجل أوروبي (الممثل الفرنسي أوريليان شوسّاد)، لتبدأ القصّة التي تتضمّن مواجهة وعقبات يفرضها الشرخ الكبير بين عادات وتقاليد الشرق والغرب. إلى جانب عيسى، يشارك في البطولة كلّ من: جوليا قصّار، محمد عقيل وحسام صبّاح. علماً بأنّه لم يُعلن عن موعد إطلاق «الغضب» حتى الآن، في انتظار اختيارات بعض المهرجانات التي تقدّم إليها.
اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا