قبل أيام، خسر المناضل والمحلّل السياسي اللبناني أنيس نقاش (1951 ــ 2021) معركته مع فيروس كورونا. رحل منسّق «شبكة الأمان للدراسات الاستراتيجية» بعد فترة وجيزة من بداية العمل على سلسلة بعنوان «عشريّة النار» التي أرادت قناة «الميادين» أن توثّق فيها، معه ومع أستاذ علم الاجتماعِ في «جامعة ويسكونسن» سيف دعنا والباحث والكاتب السياسي محمد فرج، ما حصل في السنوات العشر الماضية في المنطقة. لكنّ المرض فرمل عجلات المشروع بعد تصوير أربع حلقات فقط.اليوم، وبعد وفاة عاشق فلسطين، قرّرت «الميادين» عدم إكمال رواية بقية فصول السلسلة، والاكتفاء بعرض ما تمّ تسجيله بحضور الراحل الذي سيُهدى هذا العمل إلى «روحه كتحية وتكريم لآخر ما قاله»، وفق ما يؤكد مصدر من فريق العمل لـ «الأخبار». هكذا وابتداءً من يوم غدٍ الثلاثاء، سيبدأ عرض «عشريّة النار» (آخر ما قاله أنيس النقاش/ إنتاج تيما عيسى ــ المنتج المنفّذ زاهر العريضي ــ إخراج فدى الخطيب)، أسبوعياً، على أن تنتهي بحلقة خامسة وأخيرة (لم تُصوّر بعد) حول أنيس النقاش، يتحدّث خلالها دعنا وفرج عن التجربة ككل وعن الراحل، فيما من المحتمل استضافة آخرين أيضاً.
السلسلة التي يقدّمها عبد الرحمن عزّ الدين وتشارَك إعدادها مع قطيبة الصالح ومحمد فرج، كان يُفترض أن تتألّف من 20 حلقة تقدّم قراءة للأحداث التي عاشتها المنطقة بين عامَيْ 2011 و2021. ففي هذه السنوات العشر، برزت تطوّرات وتغيّرات وانتقالات غير مسبوقة في التاريخ المعاصر، بالإضافة إلى ما ترتّب عليها من تحوّلات سياسية وانقلابات استراتيجية. هنا، يوضح المصدر نفسه أنّه كان من المقرّر أن يتم الحديث عن داعش، الإرهاب، «إسرائيل»، محور المقاومة الذي تبلور بعد الحرب على سوريا، فلسطين، التطبيع وغيرها من المسائل المهمّة، غير أنّ «القدر حال دون ذلك».
وفيما انطلقت القراءة في المادّة المُنجزة والمنويّ عرضها من الحدثَيْن الليبي والسوري، «دخلنا مباشرةً في موضوع العسكرة ومحاولة تكرار النموذج الليبي في سوريا». ويضيف المصدر أنّه بعد الحلقة التمهيدية، ستُخصَّص حلقتان بعنوان «لعبة الشطرنج» للتدخّلات الخارجية، خصوصاً في سوريا، بما في ذلك الروسية والإيرانية والأميركية والخليجية وغيرها. كما ستكون هناك حصّة لدور الإعلام العربي والأجنبي في الحلقة الرابعة التي اختير لها اسم «تضليل الإعلام».

* «عشريّة النار» (آخر ما قاله أنيس النقاش): بدءاً من غدٍ الثلاثاء ــ الساعة التاسعة مساءً على «الميادين».

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا