أما السبب الآخر لوصف المحطة بـ«الجزيرة الجديدة» فهو أنّ معظم ضيوفها ومقدّمي برامجها هم أيضاً ضيوف «الجزيرة مباشر مصر»، يهاجمون النظام المصري الحالي، على رأسه المشير عبد الفتاح السيسي، سواء من خلال آراء وتحليلات أو عبر أكاذيب تثير الضحك والاستغراب مثل قول أحدهم بأنّ المشير تعرّض لمحاولة اغتيال في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وما زال الشخص نفسه يطلّ عبر «الجزيرة» وبالتأكيد سيطلّ عبر «الشرق».
القناة المنطلقة أخيراً من تركيا يعتبر أبرز وجوهها الإعلامي معتز مطر، والشاعر والسيناريست محمد ناصر علي. كلاهما لم يكن محسوباً على الإخوان قبل عزل مرسي، حتى أنّ مطر أنهى تعاقده مع القناة الإخوانية «مصر 25» بسبب ما سمّاه وقتها بالتدخل في سياسة برنامجه اليومي. وكان مطر قد انضم إلى «مصر 25» في إطار سعي إدارتها في 2012 لتأكيد أنها ستكون منبراً لكلّ المصريين وليس فقط لأهل محمد مرسي وعشيرته.
تخفيف الضغطخلال الفترة الافتتاحية لقناة «الشرق»، شدّد مطر وناصر على أنّ القناة «إخبارية مستقلة»، تنطلق من خارج المحروسة لاستحالة انطلاق قناة معارضة من داخلها في هذه الظروف. وأشارا إلى أنّ هدفها هو نقد السياسات التي تشهدها مصر حالياً، وتموّلها مجموعة من رجال الأعمال، على رأسهم باسم خفاجي المحسوب على الإخوان. سؤال التمويل الذي طالما شغل المصريين في الآونة الأخيرة، حاول محمد ناصر علي الغوص فيه باستفاضة، متسائلاً: «لماذا لا يصدق كثيرون أنّ هناك رجال أعمال يقفون وراء قناة «الشرق» مقتنعين برسالتها، بينما النموذج منتشر في مصر من خلال قنوات مثل «المحور»، و«الحياة»، و«صدى البلد» والجمهور يعرف مموّليها؟». لماذا ــ كما أشار ناصر علي بشكل غير مباشر ــ يكون دوماً مموّل القنوات المعارِضة دولة أو أجهزة مخابرات؟ وطالب معتز مطر الأجهزة الأمنية المصرية بمراقبة القناة للتأكد من أنّها لا تتلقى تعليمات من دول أخرى معادية لمصر، مشدداً على استعداد فريق العمل للانتقال الفوري إلى القاهرة والعمل من هناك إذا كان مناخ حرية الإعلام يسمح بذلك، ليرد محمد ناصر علي بأنّ إعلام «تسلم الأيادي» هو فقط المسموح به اليوم في مدينة الانتاج الاعلامي.
عن الأسرة الحاكمة
في قطر، تطلّب
إطلاق شاشة جديدة خارج الإمارة
رغم كل ما سبق، لا يمكن القول بأنّ القناة قد تحظى بانتشار في الشارع المصري، لأن هناك فرقاً بين الاعلام المعارض وذاك المحرّض الذي تتهم به «الجزيرة»، ومعظم ضيوفها يهاجمون الجيش المصري بشكل علني ومباشر. وهذا أمر يرفضه معظم المصريين ولو اختلفوا سياسياً مع النظام الحاكم. وبما أنّ معظم وجوه «الشرق» جاؤوا إليها من الدوحة، فالمهمة الأصعب للقناة الوليدة هي إثبات أنها ليست نسخة جديدة من المحطة التي تدّعي أنها شاشة «الرأي والرأي الآخر».