ضيوف المهرجان يسهمون في تكريس حضور المونودراما في الحياة المسرحية العربية. ماهر صليبي يجد في المهرجان «الفعل المسرحي المثمر»، إذ خاض تحدي إعادة الروح إلى المونودراما ونجح. استمراره ومستوى العروض البارز، دليل على ذلك.
تشارك فيه نخب المسرح على صعيد الكتابة والإخراج والتمثيلكذلك خاض تحدي التنظيم الذي جعله مهرجاناً دولياً، تعبّر عروضه عن حضارات بلدانها وتشارك فيه نخب المسرح على صعيد الكتابة والإخراج والتمثيل، فيما دعم فاعلياته بمسابقة التأليف للمونودراما، وكسبت المكتبة العربية عشرات النصوص جراء ذلك. بداية المونودراما هي من الثقافة الشعبية: الحكواتي أو الراوي الشعبي. يسهم المهرجان في تأسيس فن جديد بأدوات قديمة وقريبة من ذاكرة الجمهور وذائقته، مع تطويرات ضرورية وفق ما أظهرت الدورة السادسة، أبرزها «عزيزة بنت سليمان» للسوري أسعد فضة (الصورة) مع الممثلة أمل عرفة، و«مايا» للجزائري بو سهلة هواري هشام، مع سعاد جناتي. توازن بين التفاصيل المحكية والمشهد البصري البعيد عن المغالاة. كل تكنولوجيا المسرح تتكثف في الأداء. التكنيك هو ذاته. تمثيل وخيال ظل ودمى وشاشات وأشرطة في بنى لا يرغب أصحابها إلا بالخروج على النمطية. الموروث يضحي عمليات مسرحية مختلفة. هكذا، خرج المهرجان من مفهوم حضور الحكواتي من المقاهي الصغيرة إلى المساحات المشغولة على التجمعات الكبرى.