على طريقة التصوير السينمائي، خرجت كاميرات قناة «الجديد» من استديواتها وطاولات نقاشاتها مع السياسيين إلى نمط آخر أشبه بتلفزيون الواقع. «سيد القصر» الذي تقدّمه سمر أبو خليل (الثلاثاء _ 21:00 إخراج نضال بكاسيني) المندرج ضمن برامج مواكبة الانتخابات الرئاسية اللبنانية، عرض أوّل من أمس، وكان ضيف حلقته الأولى النائب سليمان فرنجية. مثّل العمل الجديد نقلة نوعية للمحطة في خروجها من الأنماط المعتادة في برامج الـ «توك شو». «سيد القصر» حاول الالتصاق أكثر بالناس من خلال «تمرّده» على كل شيء تقليدي وكسره قواعد اللعبة، لكن في طريقه إلى هذا الكسر، سجّل بعض الهفوات التي يمكن تفاديها لإخراج صورة ومضمون كما أراد القائمون عليه.
فضّلت سمر أبو خليل تلاوة التعريف بضيفها، وهي في طريق سيرها إلى زغرتا، حيث قصر الجدّ الرئيس سليمان فرنجية. هو تصوير يعطي الانطباع بنفحات درامية من دون أن يضيع معه الحوار مع فرنجية الحفيد. كل ذلك ترافق مع موسيقى لاءمت مضمون كل فقرة. كان يمكن أن نبرّر طريقة التصوير بأنها نمط جديد يتّبعه المخرج، لكن اللقطات «التائهة» ضيّعت المشاهد وشتّت ذهنه عن الحوار الدائر. هذه اللقطات غير الموفقة في أغلب كادراتها، لم تخلق انسيابية بين الكاميرات لتصنع صورة متكاملة، بل كانت ضربات عشوائية «مراهقة» بعيدة عن كل احتراف. هذا في الشقّ التقني، أما في شقّ الأداء، فكما اعتادت أبو خليل تسجيل حضور قويّ مرفق بإعداد جيد، هكذا كانت في حوارها مع فرنجية. لم تحتج إلى «كومة» أوراق لتذكر أسئلتها، فضّلت التحدث واقفة، والى جانبها الضيف، الذي بدا عفوياً وطبيعياً كما هي صورته بين الناس. صبّ معظم الأسئلة في مقارنات بين مواقف وعهد الجدّ فرنجية وحفيده اليوم. اقتحم البرنامج حميميات فرنجية، وحرّك بعضاً من المشاعر التي أراد لها أن تنام قليلاً: التطرّق إلى مجزرة إهدن (1978) والدخول في لعبة الانتقام والغدر والمسامحة. وللهوايات حصّة وللحبّ أيضاًَ. دار الحديث في أحضان طبيعة «بنشعي». دخلت عدسات الكاميرا للمرة الأولى إلى قصر الجدّ، ودخل الحفيد إليه بعد 10 سنوات، وتجولت الكاميرا داخله، جلس فرنجية على كرسي جدّه، وشاهد المتابعون أوشحة الجد والنياشين المحفوظة داخل علبة زجاجية.
الجزء الأخير الذي خصّص لـ «السيدة الأولى المفترضة» كان عفوياً وبسيطاً مثل ريما فرنجية، مع تسجيل لخطأ فنيّ هو نزول أبو خليل من سيارة فرنجية واستقبالها من قبل زوجته وبعدها تسير الاثنتان معاً، لكن أين فرنجية هنا؟ كذلك في الجلسة الأخيرة كانت كل الأسئلة موجّهة إلى النائب، مع أنّ زوجته كانت تجلس بجواره. في الإجمال، كان شريطاً مريحاً وبسيطاً ودسماً، لكن بقيت أبو خليل «سيدة القصر»، فهي المتحكّمة في قواعد اللعبة، تدعو إلى الانتقال بالفقرات والأمكنة. لكن لا بأس بهذه القيادة إن كانت بهذه الانسيابية والرضى من قبل الطرف الآخر.



«سيّد القصر» كل ثلاثاء 21:00 على «الجديد»