الجزائر | ولد أحمد راشدي (1938، الصورة) ليعايش لاحقاً حركة التحرير الجزائرية. لذا، جاءت أعماله لصيقة بالثورة. ورغم أنّ للمخرج رؤيته الخاصة التي قد يتفق معها بعضهم، ويختلف معها آخرون، إلا أنّ لا أحد يختلف في القيمة المضافة التي تحقّقها هذه الأعمال للذاكرة والتاريخ الجزائريين. قبل أسابيع، أنهى راشدي تصوير فيلمه الجديد حول العقيد لطفي الذي يرصد مسيرة الشهيد دغين بن علي (1934ــ1960). يقول لنا: «يتناول السيناريو مسيرة الشهيد مناضلاً في صفوف جيش التحرير الوطني، ومثقفاً متبصراً، ومستشاراً للزعيم فرحات عباس، ما جعله شخصية مميزة رغم مسيرته القصيرة نسبياً خلال الثورة التحريرية». كتب سيناريو العمل الصادق بخوش، وجرى التصوير في بشار وتلمسان والعاصمة.وقد وقع اختيار المخرج على الممثل الشاب يوسف سحايري لتجسيد دور العقيد لطفي.

حين نتحدث عن المشاريع السينمائية التاريخية قيد التحضير في الجزائر، يصبّ صاحب «طاحونة السيد فابر» جام غضبه على مَن فكر في جلب مخرج أجنبي (الأميركي شارل بورنيت) لإنجاز عمل وطني بحجم فيلم «الأمير عبد القادر». يقول: «إذا كان هذه هو الحل، فلا أدري إن كان هذا يخدم التاريخ والذاكرة الجزائريين.
أنهى فيلمه عن العقيد لطفي ويبدأ قريباً بتصوير «أسوار القلعة السبعة»
هل يمكن أن تستورد أميركا مخرجاً جزائرياً ليقدم فيلماً عن جورج واشنطن؟». وعن سبب اعتذاره عن عدم إخراج فيلم الأمير، يجيبنا: «اعتذرت لأنه لا يوجد سيناريو. أسئلة كثيرة تطرح رغم أني لست ضد أحد. من أي زاوية سنتناول شخصيته، لأنه متعدد الشخصيات، هو المكافح والشاعر والكاتب، فرنسا مثلاً أنتجت 93 فيلماً عن نابليون. ما يهمنا الآن كيف ستكون رؤية المخرج الأجنبي إلى هذا العمل، ومن كتب السيناريو الذي يعتبر 50 في المئة من الفيلم؟ لمن تكون البطولة؟ وكيف سيكون الترويج لهذه الشخصية؟». لعل أقرب المشاريع للتنفيذ فيلم «أسوار القلعة السبعة» المقتبس عن كتاب لمحمد معارفية عن الثورة الجزائرية، لكنها غير مقترنة بشخصية معينة. يوضح: «أعتبر الكتاب أفضل ما أُنتج عن الثورة الجزائرية. أخذنا الموافقة من وزارة الثقافة وسنبدأ قريباً التصوير الذي من المقرر أن يكون في سدراتة في ولاية سوق أهراس».