يمكن عدّ نورس النعيمي (1994ـــ 2013) أحد أبرز شهداء الصحافة العراقية لأسباب عدة أولها صغر سنها، وإصرارها على بدء مسيرتها المهنية في بيئة غير آمنة، متمثّلة في محافظة الموصل حيث تنشط التنظيمات المسلحة منذ 2003. وأخيراً هناك الطريقة البشعة في قتلها في حيّ الجزائر وسط المدينة. أثار اغتيالها برصاصات عدة اخترقت رأسها، غضب الصحافيين الذين نظّموا وقفات عدة في محافظات مختلفة. عملت النعيمي في فضائية «الموصليّة»، وهي طالبة في كلية الإعلام في «جامعة الموصل». لم تكن والدتها تتخيّل يوماً أنها ستلتقي قاتل ابنتها بعد مرور وقت على الجريمة. ألقت الأجهزة الأمنيّة القبض عليه وأتت به إلى منزل الشهيدة المغدورة.اللحظة المأساوية وغير المتوقعة كانت في لقاء الأمّ بالقاتل وتقبيلها لجبينه، وقولها له: «حملت ذنبها، لكنّك زفيت ابنتي عروساً إلى الجنّة فهنيئاً لها الجنّة»، ثمّ أكملت: «يا ولدي، أنت جاهل، وأميّ لا تعرف القراءة ولا الكتابة، وابنتي تتحدّث لغتين».

أي حال تعيشها الصحافة العراقية التي تقتل فيها نورسة، ولا يبقى منها وسط الشارع سوى كتاب ملطخ بالدم، كانت تحمله ولم يسقط من يدها حتّى وهي ميتة؟