استشهد أحمد اسماعيل (1990 ـ 2012) بعد تعرضه لاطلاق رصاص اثناء تصويره تظاهرة في قرية سلماباد البحرينية ليلة31/3/2012. أحمد الذي كان يوثق «ثورة 13 فبراير»، كان في مقدمة المتظاهرين الذين صنعوا ظاهرة «الصحافي المواطن». نشر صوره على الانترنت، أو نجح في تسليمها لمنظمات حقوقية في الخارج. لقبه كان «الزئبق» لسرعة حركته. ما يهمه كان أفضل موقع لالتقاط مشهد أو صورة كي يعرّف العالم بثورة بلده الصغير.
ابن الجزيرة المعزولة التي لم تتوقف فيها الاحتجاجات منذ «14 فبراير 2011» بقي يعمل كي لا ينسى العالم ثورة شعبه. ليلة استشهاده، اختفت كاميرته من مسرح الجريمة. لم يعرف حتى اليوم ماذا يوجد داخلها. كما لم يُعرف قاتله. خلال تدشين متحف واشنطن الإخباري «نيوزيوم»، كُتب اسم أحمد اسماعيل على جدارية ضمت الصحافيين الذين قتلوا في 2012. والد أحمد الذي حضر المناسبة وقف أمام صورته ورفع كاميرا ورثها عنه. نعم، في البحرين، الأب يرث ابنه ايضاً. خرج الوالد بعد استشهاد ولده ليوثق التظاهرات والانتهاكات التي لن يقدر أحمد أن يغطيها بعد اليوم. لكنّ والده ما زال يرفع صورة ابنه كما لو كان حاضراً بين الحشود.