رغم موجة المسلسلات الطويلة التي تجتاح الشاشة، وكذلك الأعمال الدرامية المليئة بقصص الحبّ والخيانة، فضّل المخرج إيلي ف. حبيب أن يمشي عكس التيّار من خلال عمل مختلف سيعرض في رمضان المقبل. إنّه النسخة الثانية من المسلسل اللبناني «عشرة عبيد زغار» (إنتاج «مروى غروب» لصاحبها مروان حداد). العمل التلفزيوني المنتظر الذي تعرضه قناة mtv في شهر الصوم، عبارة عن 30 حلقة من الرعب المتواصل، ويتخلّلها كثير من المشاهد الدموية التي ستفاجئ المشاهد. فقد أجرى الكاتب طوني شمعون تعديلات عدّة على نصّ العمل (مأخوذ عن رواية And Then There Were None للبريطانية آغاتا كريستي) كي يزيد من منسوب التشويق. وهو من بطولة وسام حنّا، وريتا حرب، وتقلا شمعون وبريجيت ياغي، وجورج شلهوب.وفي هذا الإطار، يلفت حنّا في حديث لـ«الأخبار» إلى أنّ فريق المسلسل شارف على الانتهاء من التصوير، كاشفاً أنّه يلعب دور «حسان»، الشخصية الفضولية التي تحبّ التدخّل في كل شيء.
لكنه في الوقت لن يكون أحد المجرمين الذين يسفكون الدماء. ويؤكد نجم مسلسل «جذور» (كتابة كلوديا مرشليان وإخراج فيليب أسمر) أنّ العمل مختلف عن باقي المسلسلات التي يفترض أن تعرض الشهر المقبل، لأنّه خال من علاقات الحبّ الشائكة وتطغى عليه عوامل الشكّ والمشاهد القوية.

وعن إمكانية ابتعاد الناس عن متابعة «عشرة عبيد زغار» في رمضان والاتجاه نحو المسلسلات الخفيفة؟ يسكت حنّا قليلاً، ثم يجيب بأنّ «لقطات العنف فيه تزيد من التشويق وتحمّس المشاهد لمعرفة سرّ القاتل الغامض الذي يحيّر الأبطال ويصفّيهم واحداً تلوى الآخر ويدفعهم للشكّ بأنفسهم»، مضيفاً أنّ «العمل ضخم بكل مواصفاته، وحوادثه كلّها تجري في ستينيات القرن المنصرم».
ويشير الممثل اللبناني إلى أنّ «الشكل والمضمون متكاملان في العمل المنتظر، لأنّ الأزياء أنجزت بإشراف المصمّم مجد بو طنّوس الذي نفّذ لوك الممثلين في مسلسل «وأشرقت الشمس» (كتابة منى طايع وإخراج شارل شلالا). كان للملابس حصّة لا يُستهان بها لإعطاء صورة شاملة عن تلك الفترة الزمنىة».
يعتبر «عشرة عبيد زغار» من أبرز الأعمال في أرشيف الدراما اللبنانية، كما أنّه عالق في ذاكرة المشاهدين إلى درجة أنّ البعض يردّدون اسمه في حال وقوعهم في أيّ مشكلة جماعية. عرض المسلسل للمرّة الأولى بالأبيض والأسود عام 1974 على «تلفزيون لبنان»، ومذاك حفظ الناس اسمه غيباً. يروي العمل الشهير حكاية عشرة أشخاص يدعون لقضاء إجازة في قصر على إحدى الجزر النائية، قبل أن تبدأ تصفيتهم الواحد تلو الآخر.
يبدو أنّ أعمال الرعب والقتل بدأت تستهوي وسام حنّا. فمع انتهائه من «عشرة عبيد صغار» يتحضّر الأخير لتصوير فيلم «مسكون» (كتابة وإخراج شريف عبد النور) الذي يؤدّي فيه دور البطولة إلى جانبه الممثلة التونسية ليلى بن خليفة. ومن المتوقع أن يشارك العمل السينمائي في عدد من المهرجانات الفنية العربية والعالمية.
إذاً، بين قصص الحبّ والغرام في مسلسل «كلام على ورق» لهيفا وهبي (إخراج محمد سامي)، و«اتهام» (كتابة كلوديا مارشيليان) بطولة ميريام فارس، يأتي «عشرة عبيد زغار» متحديّاً الجميع، فهل يثبت نفسه وسط المنافسة الشديدة، أم يفشل في مهمّته؟