انتشر الخبر كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي قبل يومين، وسرعان ما انتقل إلى بعض الصحف والمواقع الالكترونية وخضع للبهارات اللازمة ليصبح على الشكل التالي: تعرّض المخرج المسرحي المعروف جلال خوري (1934) للضرب على يد مدير «مسرح مونو» بول مطر ودخوله المستشفى.
استمرت القضية في التفاعل ككرة الثلج حتى أصدرت إدارة المسرح بياناً أمس نفت فيه تعرّض خوري للضرب أو دخوله المستشفى كما نقلت بعض الأخبار، مضيفةً «أن ما يروّج حالياً عارٍ عن الصحة جملة وتفصيلاً (...) ولم يضرب المخرج جلال خوري أبداً». لكن ما الذي حدث حقاً في «مسرح مونو» يوم الخميس الماضي؟ لدى اتصالنا بجلال خوري، رفض التطرّق إلى القضية، مكتفياً بعبارة «الله يسامحهم، ولا أريد شيئاً من أحد».
وأعرب عن استغرابه لانتشار خبر الإشكال. الاستغراب نفسه حاضر عند بول مطر. في اتصالنا معه، رفض مدير «مونو» الخوض في تفاصيل الحادثة، معتبراً أنّه إشكال شخصي «وحصوله طبيعي بين إدارة المسرح وأي مسرحي أو مخرج»، مضيفاً أنه إعتذر من جلال «لأنني زعّلته وهذا واجبي». إذاً، يبدو أنّ المسألة حلَّت بين الطرفين، لكن لماذا دعا الفنان زياد سحاب إلى وقفة اليوم أمام المسرح في الأشرفية للمطالبة بإقالة بول مطر؟ يجيبنا سحاب «لأنّ المسرح لكل الفنانين والممثلين والموسيقيين». ويذهب إلى القول بأنّ «جلال خوري لم يتعرض للضرب، لكنه أهين من قبل مطر الذي دفعه بقوّة بعد إشكال حول مبلغ من المال».
ودخل سحاب في تفاصيل القضية، قائلاً إنّ «جلال خوري حجز المسرح لمدة أسبوعين لعرض مسرحيته «خدني بحلمك مستر فرويد» في آذار (مارس) الماضي (الأخبار 27/3/2014). لكن المسرحية إستمرّت ليومين فقط بسبب قلة الإقبال. وحين ذهب خوري الخميس الفائت إلى المسرح، أحضر معه شيكاً من 4000 دولار وهو بدل إيجار المسرح لمدة أسبوعين. إلا أن مطر طلب منه مالاً إضافياً بحجة الضريبة على القيمة المضافة، وهذا ما أدى إلى خلاف بين الرجلين، فعلت أصواتهما قبل أن يقوم مطر بدفع خوري الذي جرح يده. وعندما خرج خوري، ذهب عمّال المسرح إلى تهدئته، ولحقهم مطر الذي بدأ بالإعتذار». هذه رواية سحاب إذاً الذي أكد لـ «الأخبار» أنّها نقلاً عن لسان جلال خوري.
ورغم تمسّك الطرفين بالصمت وتخطي هذا الإشكال، شدّد سحاب على دعوته إلى مقاطعة المسرح «حتى إقالة إدارته الحالية»، خصوصاً «أن خوري من مؤسسي المسرح في لبنان وفي الجامعة اليسوعية».
ودعا إلى إعتصام اليوم أمام «مونو»، مؤكّداً على أن لا علاقة لخوري به، بل إنّه ينفّذه بالتعاون مجموعة من الفنانين والمهتمين بالشأن الفني من بينهم ميشال إلفتريادس وهشام حداد. هكذا، «سنطلب من «الجامعة اليسوعية» أن تقيل إدارة «مسرح مونو»، خصوصاً أنها لم تتصل بجلال للإطمئنان على صحته».
«الأخبار»