في معرض Exbroideries الذي يحتضنه «مركز بادغير» (راجع الكادر)، تعيد أنيتا توتيكيان (1961) بواسطة الخيوط والأقمشة التي طرزتها جدتها هريبسيم ساركيسيان، حبك قصة جدتها الشخصية ورحلتها مع الألم لتسرد عبرها التراجيديا الأرمنية.
عند مدخل المعرض، تستقبلك صورة هريبسيم ساركيسيان على طاولة خشبية صغيرة أمام مرآة محاطة بخيطان حياكة وزهور (تصميم وائل بطرس). حولها وفي الغرف الخمس، تتوزع عشر قطع مطرزة، ومعلقة في فضاءات الغرف. وعلى الجدران قرب كل قطعة صور فوتوغرافية (طارق مقدم) تُظهر تفاصيل التطريز في كل قطعة، وبعض الأشكال التي نجد صدى لها في التطريزات كرسوم على جدارن الكنائس أو أزهار من الطبيعة.
للوهلة الأولى، تخال نفسك في معرض لإحدى الجمعيات الخيرية تشجيعاً للعمل الحرفي. لكن حالما تقترب من تلك القطع لمشاهدتها عن كثب، تلاحظ أنها لا تشبه بتاتاً ما اعتدتنا على رؤيته في تلك السياقات. لا شك في أنّ الأعمال هنا لا تحترم المبادئ الكلاسيكية للتطريز في التصميم كالتوازي والتناسق أو حتى في اختيار المواد، لكنّها تتمتع بجمالية خاصة جداً، مشحونة بمشاعر معقدّة توحي بالفرح والألم في آونة واحدة.