دمشق | «صوتك حريتك»، «صوتك أمانك»، «سوريا تنتخب». تحت هذه الشعارات، شارك فنانون سوريون في حملة لحثّ مواطنيهم على الاقتراع في الانتخابات الرئاسية في 3 حزيران (يونيو). بدأت القنوات السورية بثّ الحملة في أواخر نيسان (أبريل) ويشارك فيها: دريد لحّام، سلاف فواخرجي، ومصطفى الخاني، وسوزان سكاف، وأحمد رافع، وشادي أسود، وهالة القصير. ويتزامن بثّ حملة «صوتك حريتك» و«صوتك أمانك» مع ما تشهده شوارع دمشق للمرة الأولى من انتشار لافتات الحملات الانتخابية لمرشحي الرئاسة الثلاثة: حسّان النوري، وماهر عبد الحفيظ حجّار، وبشار الأسد.
لا يكاد يخلو شارع من شعارات حملاتهم الرسميّة وغير الرسمية، ولا سيما تلك الداعمة للأسد، وقد استعان رافعوها بمهارات لغوية، مع استعارة مفردات تنتمي إلى مرحلة ما قبل دستور سوريا الجديد 2012، حيث ما زال بعضهم أسيراً لمشهد «الاستفتاء»، و«المبايعة للأبد»، و«البصمة بالدم». لكن لغة الحملة التي يشارك فيها الفنانون، تبدو أكثر هدوءاً. هي تتحدّث عن «سوريا جديدة»، حيث يُختار رئيسها بالانتخاب، وبعضها يشير إلى تغيّر المشهد، كما يقول دريد لحّام: «مقام الرئاسة كان استفتاء، وصار انتخاب، وهاد بيكرّس الديموقراطية، أكتر وأكتر. بتمنّى عليكن ما تبخلوا بممارسة حقكن، بل واجبكن الانتخابي، لأنّه اللي بيمارس هاد الحق، أو هاد الواجب، بيحقلوا يحاسب. يا ولاد بلدي خلينا نمارس واجبنا باليوم الموعود، لنعمل عرس للديموقراطية». أما سلاف فواخرجي، فتقول: «نحن الشعب، حماة الوطن، حماة السيادة والاستقلال، القرار بإيدنا، والإرادة إلنا، والكلمة إلنا، وكلمتنا هيي سوريا، لازم نقولها، ونكتبها، وننتخب، هاد حقنا وواجبنا، ومسؤوليتنا. أنا مواطنة سورية، رح قول كلمتي وإنتخب». وبينما يشرح وائل شرف في إطلالته فهمه للحريّة، يصف مصطفى الخاني الأزمة التي تعيشها البلاد بـ«الكبوة»، ويقول: «لكل جواد كبوة، وإذا كانت سوريا حالياً متل أي جواد أصيل، عم تمرّ بكبوة، فيا ريت ننتخب، ونختار الفارس...». لكن هل ما زال صوت الفنّان السوري مسموعاً لدى أبناء مجتمعه؟ يجيب الخاني لـ«الأخبار» بأنّه لا يتّفق مع ما يقال عن تراجع دور الفنّانين بعد الأزمة، ويقول: «حتى في المقاييس العالمية، تتم الاستعانة بالنجوم في الحملات كالانتخابات الأميركية مثلاً». ولا يغفل نجم «باب الحارة» الإشارة إلى الانتقادات التي طاولت بعض زملائه بسبب صمتهم. وبالتوازي مع حملة «صوتك حريتك»، «صوتك أمانك»، لم يتردّد بعض الممثلين في إعلان دعمهم للأسد، منهم كندة حنا، هبة نور، ولينا كرم، فيما غيّر بعض الفنّانين صور بروفايلاتهم على الفايسبوك ووضعوا صورة للأسد من حملته الرسميّة «سوا».