لم يكن أكثر المتشائمين يتوقّع أن تتوقف علاقة باسم يوسف بـ «أم. بي. سي. مصر» إلى أجل غير مسمّى، خصوصاً أنّ رئيسها محمد عبد المتعال أعلن قبل أسابيع قليلة أنّ لا خطوط حمراء للإعلامي الساخر في المحطة السعودية. جاء ذلك خلال لقاء جمعه بأهل الصحافة قبل إجازة «البرنامج» السنوية الهادفة إلى «الحفاظ على الحيادية وعدم التأثير على الناخبين المصريين» وفق ما ورد يومها في بيان للمحطة.
ورغم أنّه كان يفترض أن تنتهي الإجازة بعد غد الجمعة، ويعود البرنامج إلى الشاشة، خصوصاً أنّ يوسف كان قد أعلن ذلك عبر تويتر، إلا أنّ القناة السعودية سرعان ما أصدرت بياناً مساء أمس. وجاء فيه أنّ القناة لن تعرض البرنامج يوم الجمعة أي بعد انتهاء التصويت في الانتخابات الرئاسية، مكتفيةً بالاعتذار إلى الجمهور، على أن «يتم إعطاء المزيد من التفاصيل في المرحلة المقبلة». وبذلك، قضت القناة على آمال جمهور باسم يوسف الذي كان ينتظر انتهاء الانتخابات لمشاهدته مرة أخرى. لا أحد يعرف ما الذي سيحصل بعد ذلك. الأكيد أنّ القناة قد رضخت للضغوط، خصوصاً أنّ «الأخبار» حصلت قبل إعلان الغاء الحلقة على معلومات مقتضبة من فريق «البرنامج» تؤكد أنّ الحلقة ليست اعتيادية لأسباب كثيرة، أولها طول فترة الغياب، ما يوفر عودةً قويةً لباسم يوسف. السبب الثاني هو وفرة المواد التي قدمها الإعلاميون وضيوفهم خلال مرحلة الدعاية الانتخابية وكثرة التجاوزات التي يستوحي منها يوسف نصوصه الكوميدية. لكن السبب الأهم هو تعدّد حوارات المرشح الرئاسي الأوفر حظاً عبد الفتاح السيسي التي أثارت ردود فعل متباينة لدى الرأي العام، ودفعت محبّي باسم إلى الربط بين خطاب المشير الإعلامي، وتغييب يوسف عمداً، وخصوصاً أنّ الإعلامي المصري أعلن مراراً رفضه ترشّح المشير للرئاسة. هذا بالاضافة إلى أغنية خاصة عن برنامج السيسي الانتخابي، علماً بأنّ المشير لم يقدم برنامجاً انتخابياً من الأساس. وكان يوسف سيركّز أيضاً على أفكار المشير الخاصة بترشيد الاستهلاك، وحملة اللمبات الموفّرة التي وزعها أنصاره.
ويبدو أنّ محتوى الحلقة وحده كان سبباً كافياً لإيقاف البرنامج بشكل مؤقت واستمرار إطفاء أضواء «مسرح راديو» في وسط البلد مساء الاربعاء بسبب الضغوط المتواصلة على «جون ستيوارت العرب» من كل الجهات؛ والرغبة العارمة في إبعاده عن الشاشة.
غياب باسم يوسف مرحلياً يرسّخ فكرة عدم تقبل الرئيس المقبل للنقد اللاذع على غرار سلفه محمد مرسي. مع ذلك، لم يتجرأ الأخير على تكميم باسم يوسف، كما يحصل اليوم، علماً بأنّ انتقاد باسم للمشير بعد عزل مرسي كلّفه مغادرة قناة cbc والغياب ثلاثة أشهر عن الشاشة، بالاضافة إلى رفع دعوى تحكيم قضائي لم تحسم حتى الآن بينه وبين المحطة المصرية بعدما سخر من السيسي في حلقتين من الموسم الثاني. كل هذه العوامل تجعل مصير البرنامج مجهولاً حتى إشعار آخر.