انطلقت مؤلّفات مايا من الناس، وعادت إليهم، فاجتازت فخ توظيف معاناتهم (التي لا تنفصل عن معاناتها) للكتابة للطبقات الأخرى. إحدى أشهر الكاتبات السود برزت في نهاية الستينيات مع أسماء أميركية أفريقية كأليس ووكر، والروائية طوني موريسون. في دواوينها الشعرية، كتبت عن حقوق السود في أميركا، وعن معاناة المرأة وعن الحب كما في ديوانها Just Give Me a Cool Drink of Water ‘fore I Diiie الذي أصدرته عام 1971.
بكت مايا أنجيلو في الليالي، وغرقت في الكحول خلال النهارات التي كتبت فيها سيرتها الذاتية الأولى «أعرف لماذا يغرّد الطائر المحبوس في قفصه». قالت هذا في مقابلة أجرتها معها صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية عام 1970، حول المؤلّف الذي غطّى السنوات الأولى من حياتها. بعد طلاق والديها، أرسلها والدها مع شقيقها بالقطار للعيش في بيت الجدّة في ولاية أركنساس، وهي لم تتعد الثالثة من العمر، فيما كان أخوها يكبرها بسنة واحدة. مع مرور 4 سنوات تقريباً، عاد الثنائي إلى أمّهما، حيث تحرّش بمايا حبيب أمّها. وبعد سجن المغتصب عاماً واحداً، وجد مقتولاً بعد أربعة أيّام من خروجه إلى الحرّية، فأصابت الفتاة حالة نفسية لإحساسها بالذنب، دفعتها إلى التوقف عن الكلام لستّ سنوات.
أمضت حياتها
في النضال والغناء والكتابة
خلال هذه الفترة، صبّت اهتمامها على تعلّم الكتابة والقراءة، مطوّرةً اهتمامها بالأدب، فحفظت حوالى 75 سوناتة لشكسبير. لم تنس مايا، كما لا يمكن لأحدنا أن يفعل، السنوات الستّ المؤلمة التي أهدتنا تجربة أدبية إستثنائية. هدية تتماهى مع الحركة الفنية السمراء التي أهدت للعالم الجاز والفنون الحية المذهلة.