القاهرة | أكثر من 20 مليون دولار أميركي، هو المبلغ الذي خصصته «أم. بي. سي.» لمسلسل «سرايا عابدين». العمل الذي سيعرض جزؤه الأوّل في رمضان المقبل هو «الإنتاج الأضخم في تاريخ الدراما العربية». هذا ما أكده للصحافيين المتحدث الرسمي باسم المجموعة السعودية، مازن حايك، والمدير العام للشركة «O3 للإنتاج والتوزيع الدرامي والسينمائي» فادي اسماعيل خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد في القاهرة مساء الجمعة الماضي. أهل الإعلام طالبوا الثنائي بالكشف عن الموازنة، فأكّد إسماعيل أنّ المشروع مستمر، وأنّ هناك أجزاء أخرى قيد التحضير والقيمة الإجمالية للعمل قد تزيد عن 20 مليون دولار.
السخاء الإنتاجي لـ«سرايا عابدين» وصل إلى الحضور منذ اللحظة الأولى، قبل معرفة تفاصيل إضافية عن العمل الذي يجمع 250 فناناً عربياً. اختارت mbc إقامة المؤتمر في «قصر المانسترلي» الذي يعود تاريخ تأسيسه إلى عام 1851. كل شيء في القصر يذكّر بالماضي، إذ يحمل اسم «سرايا عابدين»، ويضم صور الخديوي إسماعيل (الممثل السوري قصي خولي)، ووالدته الملكة خوشيار (الممثلة المصرية يسرا)، وباقي الأبطال من زوجات وجوارٍ وموظفين عملوا في القصر الشهير.
دخلت المؤلفة الكويتية هبة مشاري حمادة القصر بخيالها بطلب من مالك «أم. بي. سي» وليد الإبراهيمي بهدف «الارتقاء بمستوى الدراما العربية ودفع المشاهد إلى عدم القبول بما هو أدنى من المستوى الذي سيظهر عليه المسلسل». هذا ما أكدته الكاتبة التي تعد أوّل مؤلفة خليجية تتصدّى لعمل مصري. هنا، وعد مازن حايك بأنّ حمادة ستكون «مفاجأة العمل»، مشيراً إلى أنّ علاقتها الممتدة بـmbc عبر مسلسلات خليجية ناجحة عدّة، دفعت المجموعة الإعلامية للوثوق بها.

كتابة الكويتية
هبة مشاري حمادة وإخراج عمرو عرفة

من جهته، أضاف المخرج عمرو عرفة أنّه لم يطرأ أي تغيير أثناء التصوير على ما كتبته حمادة، رداً على سؤال حول تعامله كمخرج مصري مع نص كتبته مؤلفة كويتية حول رجال ونساء حكموا المحروسة في منتصف القرن الـ19. ووعد عرفة بـ«عمل مختلف»، مؤكدا أنّه جمع فيه خبرات ما قدّمه في 8 أفلام على مدى 13 عاماً.
الثقة بنجاح العمل، بدت جليّة أيضاً في كلام بطله قصي خولي الذي قارنه بالمسلسل التركي الشهير «حريم السلطان»، مؤكداً أن دخول تركيا هذا المجال قبل العرب لا يعني أنّ «سرايا عابدين» سيكون تقليداً للدراما التركية، رافضاً في الوقت نفسه الكشف عن مزيد من التفاصيل حول شخصية الخديوي إسماعيل.
صحيح أنّ العمل سيسير ــ كما يبدو ــ وفقاً للخطوط التاريخية العريضة المتفق عليها، لكنه يدخل إلى القصر وكواليسه التي لم يكتبها المؤرخون أصلاً. بالتالي، كان لدى هبة مشاري حمادة مجال كبير لتخيّل كيف يمكن أن تكون العلاقة بين الخديوي وأصدقائه، وكيف كان الصراع بين زوجاته الأربع، والأهم علاقته النادرة بوالدته التي سيكرهها الجمهور كما توقعت النجمة يسرا. كراهية تنتظرها الأخيرة لتؤكد نجاحها في أداء أوّل شخصية تاريخية في مشوارها الفني، وأوّل شخصية تتكلم «مصري مِكسّر»، لأنّها تنحدر من سلاسة محمد علي باشا الذي ينتمي أولاده إلى أصول غير مصرية. ووعدت يسرا بأن يخلو العمل المرتقب من «المط» الذي تعانيه الدراما التركية، فيما توقّع صناع العمل أن تكون المنافسة بين الفنانين من مختلف الجنسيات قوية في نيل إعجاب الجمهور.
بعدما فشل في التصوير داخل «قصر عابدين» قبل 13 عاماً يوم عمل كمنتج فني لفيلم «أيام السادات»، نفى المخرج أن يكون قد واجه أي صعوبات في التصوير داخل القصور الرئاسية.
العمل يضم أيضاً نيللي كريم وغادة عادل ونور وسوسن أرشيد وعبد الحكيم قطيفان ومي كسّاب وأنوشكا ومحمود البزاوي وعدداً كبيراً من الممثلين الذين ينتظرون رد فعل المشاهدين على الجزء الأوّل قبل الشروع في تصوير الثاني الذي قد تعقبه أجزاء أخرى.



«سرايا عابدين» على mbc1 و«mbc مصر» في رمضان