غزة | يواظب الاحتلال الإسرائيلي على ترسيخ الحدود والحواجز بين الفلسطينيين. فرضَ التباعد المكاني لسحق الهوية الجمعية الفلسطينية، وتشظية الجغرافيا وخلخلة بنيتها. كما عمل على قولبة بعض المفاهيم وترسيخها في أذهان الفلسطينيين. لعب على وتر المناطقيّة لتجزئة القضايا الوطنيّة وتفتيت الهوية الواحدة، فأرسى مفهوم «شطري الوطن»، بالإشارة إلى الضفة الغربية وقطاع غزّة، فيما فصل فلسطينيّي الداخل عن محيطهم بفرض مسمّى «عرب الداخل». الطامة الكبرى أنّ هذه المفاهيم باتت مدرجة أيضاً في القاموس الإعلامي الفلسطيني الذي تبنّاها بحالةٍ من اللاوعي. لكنّ الأجيال الصاعدة لم تقف متفرّجة على عملية القولبة. ها هي مجموعة «شباب من أجل التغيير» تُطلق أخيراً حملة «متحرّكين لأجل فلسطين». الحملة التي رفعت شعار «لا حدود لهويتنا»، تزامن انطلاقها مع الذكرى الـ 66 للنكبة. في مسيرة العودة إلى قرية لوبية المهجّرة (غرب طبرية)، جسّدت «شباب من أجل التغيير» مشهداً مكتمل العناصر يستعيد آلية الاحتلال في تقطيع الأوصال. وظّفت المجموعة أجساد أعضائها لاستحضار جدارٍ يوحي بعزل أعضاء الجسد الفلسطيني الواحد بعضها عن بعض. المجموعة التي تضمّ نحو 60 شاباً، أنتجت أيضاً مقطع فيديو يستعرض بعض ملامح الحياة اليوميّة في قطاع غزّة والمدينة المقدسة، بغية تفكيك الحواجز الجغرافية، ونشرته على صفحتها الفايسبوكيّة وحسابها على اليوتيوب. كما صوّرت مشاهد من التجوال في شوارع غزة ونابلس وحيفا، وأعادت صياغتها في شريط واحد. هذه الجولة الافتراضيّة تخلّلها نقاش حيّ بين المدن الثلاث حول تقييد حرية التنقل والحركة عبر تقنية «الفيديو كونفرنس». غير أن هذه الرحلة بشكلها الافتراضي لم تمرّ بسلام، إذ نغّصت المشاكل التقنية على الحاضرين جوّ التمتّع بها. أيضاً، طرقت «شباب من أجل التغيير» أبواب مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لأنشطتها وفعالياتها، فتمكنت من استقطاب جمهور واسع. بذلك، أسدلت المجموعة الستار على المرحلة الأولى من حملة «متحركين لأجل فلسطين». فماذا عن طبيعة الخطوات المستقبليّة؟ تجيب إحدى ناشطات المجموعة، ميناس عبد الباري: «بعد غد الخميس، ستعقد المجموعة في بيت لحم لقاءً للشباب من كل المناطق (غزّة والضفة والقدس والداخل) لتقييم المرحلة السابقة، وصياغة الخطة الاستراتيجية للعام المقبل، وتحديد طبيعة الأنشطة التي ستنظّمها الحملة هذا العام». وتضيف: «ستحضر اللقاء ثلاث فتيات من قطاع غزّة، بعدما حصلن على تصريحٍ لدخول الضفة الغربيّة». ما يميّز هذه الحملة أن القضيّة التي تتمحور حولها ليست آنية أو موسمية، كما أن القائمين عليها خارج دائرة الانتماء الفصائلي والتبعية لأي أجندة سياسية.



لن نستقبلهم شهداء

تنطلق اليوم حملة واسعة (مرئية وإذاعية ومكتوبة) بعنوان «لن نستقبلهم شهداء» لتحريك قضية المعتقلين الإداريين المضربين عن الطعام لليوم الـ 48. تسعى الحملة إلى حشد التفاعل الشعبي والرسمي وتدويل قضية الأسرى، عبر خلق أدوات ضغط على كل جهة مسؤولة عن ملف الأسرى. وستخصّص وسائل الإعلام موجات مفتوحة طوال اليوم لتسليط الضوء على أوضاع المعتقلين الصحية بعد دخولهم منعطفاً خطيراً، ومسألة «الملف السري» ومنع المحامين من زيارتهم. كما تُخصَّص مساحة لأهالي الأسرى لإيصال أصواتهم إلى رأس الهرم السلطوي غير المكترث بهذا الملف. وتتزامن الحملة مع الإضراب الشامل في الضفة الغربية وغزّة وتنظيم عدد من التظاهرات.

https://www.facebook.com/mit7arken?fref=ts