بعد «مهرجان موازين» في الرباط، انطلقت أول من أمس الدورة 17 من «مهرجان كناوة وموسيقى العالم» في مدينة الصويرة الذي فرض لنفسه مكانة مهمة في مهرجانات المغرب، ونجح في استقطاب آلاف السياح الأجانب. إذ تشير الدراسة التي قدمتها ادارة المهرجان إلى أنّ 130 ألف شخص يحضرون إلى المدينة في اليوم، أي بمعدل 300 ألف زائر في الدورة الواحدة، وهي أرقام تجعل «مهرجان كناوة» متفوقاً على مهرجانات كبيرة مثل «مهرجان بيلباو» و«مهرجان مونرو للجاز». رغم ذلك تخلو المدينة من مراكز تؤطر الفعاليات الثقافية والفنية.
وهي النقطة التي لم ينفِها رئيس «جمعية الصويرة موكادور» ومؤسس المهرجان أندري أزولاي حين أكد أن المدينة تفتقر إلى مراكز ثقافية تعكس الشهرة التي باتت معروفة بها من خلال المهرجانات التي تنظمها.
برمجة هذه العام ضمّت أسماء ذات شهرة واسعة من القارة السمراء وأوروبا مثل: أيو من النيجر وباسيكو كويات من مالي وديدييه لوكوود من فرنسا واللبناني ابراهيم معلوف (الصورة) وماركوس ميلر من أميركا. ومن جانبه، أعلن المعلم عبد السلام أليكان عن أسماء المعلمين المشاركين وهم: عبد العزيز السوداني والمعلم عبد الكبير مرشان والمعلم محمد غينيا والمعلم مصطفى باقبو.

إصدار كتاب «أنطولوجيا كناوة» الذي يوثّق للمرة الأولى كلمات الأغنيات

وفي دردشة مع «الأخبار»، قالت مديرة المهرجان نائلة التازي إنّ حضور معلوف في الدورة الحالية يأتي بعد تألق الفنان اللبناني في دورات ماضية: «نفتخر في مهرجان كناوة بمشاركة معلوف الذي نعتبره صديق المهرجان، ونعتقد أنه من المهرجانات القليلة التي تنبهت الى موهبته الكبيرة قبل الشهرة الواسعة التي حققها في السنوات الأخيرة».
جديد هذه الدورة هو إصدار كتاب «أنطولوجيا كناوة» الذي ستدوّن فيه للمرة الأولى كلمات أغنيات الكناوة، إضافة إلى إصدار 7 أقراص مدمجة تضم تسجيلات الأغاني الكناوية بألوانها السبعة وملوكها كما هو متعارف عليه في هذا التراث الموسيقي.
من جهته، أكد أندري أزولاي رئيس جمعية «الصويرة موكادور» المنظم العام لهذا العرس الفني، أن المهرجان الذي يحتفي بموسيقى الكناوة كتراث إنساني عالمي، أظهر أنّ الاحتفال لا يتنافى مع المساهمة في خلق تنمية يستفيد الجميع من ثمارها، لافتاً إلى أنّ مدينة الصويرة، التي صارت تتنفس من خلال الموسيقى، لم يكن فيها عند انطلاقة المهرجان سوى عشرة فنادق، وأصبحت اليوم تضم حوالى 200 فندق.