منذ خمس سنوات، وعواصف المستحقات المالية تهبّ على شبكة «أوربت» السعودية، وتحديداً على مكاتبها في بيروت، حيث استديواتها الواقعة في منطقتي المكلس والحدث. بهدوء تام، وبعيداً عن عدسات الكاميرات وأوراق الصحف، يعاني حوالى 100 موظف موزعين بين التقديم والإخراج والإعداد من تلكؤ الإدارة في دفع مستحقاتهم المالية منذ أكثر من 8 أشهر، قبضوا منها ثلاثة معاشات أخيراً بعد شكوى جماعية قدِّمت الى وزارة العمل اللبنانية التي أعطت بدورها مهلة لغاية 15 تموز المقبل لتسديد الأجور.
هذه الشكوى استدعت المدير المالي في الشبكة جلال أبو الهدى، الذي بدوره لم يمض تعهداً لدى الوزارة كما يقرّ القانون.
هذا التخبط والتمييع في تسديد الأجور كانا قد دفعا الموظفين في «أوربت» الى الإضراب بدءاً من 15 أيار (مايو) الماضي، وظهرت تداعيات هذا الأمر في بث المحطة مجموعة من إعادات لبرامجها، مع غياب تام للبرامج المباشرة. غاب أبرز برامجها وأشهرها على الإطلاق «عيون بيروت» المستمر بثه على الهواء منذ أكثر من 15 عاماً، ويعرض من الاثنين الى الجمعة، فيما يتناوب على تقديمه كل من: ريتا حرب، تمار أفاكيان وديانا رزق. والبرنامج يرصد يوميات اللبنانيين ويضيء على شتى المواضيع الآنية من اجتماع وصحة وغيرهما.
الأزمة المالية أفرزت تسريح أكثر من 50 موظفاً بين عامي 2013 و2014، في ظل غياب هذا الأمر عن مكتب السعودية الذي يصل عدد موظفيه الى 7، ومصر حيث يجري دفع الأجور رغم غياب الانتظام في هذه المسألة. إضراب الأيام الماضية جاء في ظل تكتم شديد، فيما تقول مصادر من داخل القناة لـ«الأخبار» إنّ مسؤول البرامج هناك نيكولا صباغة طلب من الموظفين العودة لاستئناف عملهم ابتداءً من الاثنين، مردفاً «واللي مش عاجبو يفلّ». ويبدو أنّ الإضراب في طريقه الى التوقف. هذا ما يعلنه لنا أيضاً مصدر آخر من إدارة المحطة. ويضيف إنّه سيتم استكمال البرمجة المعتادة والبث المباشر بعد غد الاثنين، نافياً وجود أي استقالات في صفوف الموظفين.
اللافت في هذه المسألة غياب الحوار بين الإدارة وموظّفيها، فالتلكؤ في تسديد الأجور لا يترافق مع أي تبرير تقدّمه الإدارة على ذلك، ما يزيد الموضوع التباساً، وخصوصاً أنّ شبكة «أوربت» (تملكها «شركة الموارد السعودية القابضة») آخر من يمكن أن يصيبه الشح المالي!