يختتم اليوم برنامج «تجربتي» (إعداد هدى نجدي، رولا فرحات، منتج منفذ حيدر عطوي، وإخراج علي رزق) على قناة «الإيمان» الفضائية حلقاته الخامسة والعشرين بعد موسم كامل امتد من كانون الأول (ديسمبر) حتى اليوم. فسحة تجمع بين الحوار مع شخصيات تركت بصماتها في الفن والإعلام والأدب، وبين الإضاءة على تجارب خاصة عاشها كثيرون وتحدّوا فيها ظروفهم القاسية.
فقرتان رئيسيتان تدوران في فلك «تجربتي»: الأولى وقفة مع هموم الناس وتجاربهم المختلفة من خلال استعراض لنماذج حيّة في الاستديو. يدخل النقاش معززاً بتقرير شخصي عن الضيف، الى دواخل هذه التجربة وكواليسها والمصاعب التي عاشتها. التجارب تتنوّع بين أناس ذاقوا طعم النجاح وحققوا إنجازات واختراعات، وآخرين تحدّوا المرض وأتوا لعرض تجربتهم على المشاهدين. وهناك أشخاص تحدّوا إعاقاتهم الجسدية ليشكلوا فريقاً لكرة القدم. وإلى جانب هؤلاء حالات اجتماعية تعاني من كتم القيد وأخرى لم توظّف بسبب ارتدائها للحجاب. الفقرة الثانية هي عرض للتجارب أيضاً، لكن مع وجوه معروفة أمثال الإعلاميين: سامي كليب، عماد مرمل، واصف عواضة وغيرهم. ويحل أيضاً أهل الفن والتمثيل على البرنامج مثل حلقة الفنان عمر ميقاتي الذي استعاد مسيرته الطويلة في التمثيل ونفسه الطويل وروحه الشابة في هذه المهنة، رغم تقدمه في العمر. وللجيل الشاب حصته أيضاً كالحلقة التي جمعت أهل الصحافة المكتوبة والمرئية مع الزميل رضوان مرتضى ومراسلة «المنار» منار صباغ وعرض لتجربة كل منهما في الميدانيات السورية كما خبرها مرتضى أو في الأروقة الدبلوماسية والسياسية كعمل صبّاغ. كل هؤلاء يبدأون حديثهم بالتدرج مرحلياً من الطفولة، وصولاً الى الإضاءة على بداياتهم المهنية والظروف التي أثرت في تكوين شخصياتهم، ويعرّجون على أهم الإشكاليات التي تعترض عملهم عبر نقاش حيوي حيّ. لا يكتفي البرنامج الممتد على ساعة من الزمن بهاتين الفقرتين، بل يذهب بنا الى الماضي عبر فقرة «تجارب من التاريخ»: استعراض لدقائق قليلة لتجارب شخصيات عالمية نجحت في مجال الاختراعات والاكتشافات وأسهمت بشكل كبير في تقدم البشرية. أيضاً فقرة wi fi من عالم الشبكة العنكبوتية يعرض في كل حلقة مقطع فيديو يحمل طرافة تكون هادفة في غالب الأحيان. صحيح أن قناة «الإيمان» الدينية التي تتبع للمرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله المولودة منذ ثلاث سنوات، قد لا تكون ضمن القنوات الفضائية المنافسة، إلا أنها ترسم خطاً يشبهها ذا طابع ديني توجيهي تضاف إليه فسحة «تجربتي» التي خرجت من الثوب الديني الإرشادي وأضاءت على تجارب مختلفة إنسانية ومهنية. تجارب تخطّت الحدود اللبنانية، وصولاً الى الهند وكل ذلك خلق حيوية في القناة ولاقى تجاوباً ولا سيما مع عرض لقصص أناس تشبه من يشاهدها أو تكون ذات علاقة وثيقة به.