عمان | صيف مدينة عمّان هذا العام ساخن بالنسبة إلى الحكومة الأردنية على صعيد التطوّرات السياسية الأخيرة في سوريا والعراق، لكن هذا لم يمنع وزارة الثقافة الأردنية و«أمانة عمّان الكبرى» من الاستمرار في إنهاء استعداداتهما لانطلاقة الدورة الـ 29 من «مهرجان جرش للثقافة والفنون». إنّه الحدث الفني الأبرز ضمن مهرجانات صيف عمّان، الذي يبدو أن فعالياته الأخرى، مثل «مهرجان ليالي القلعة» (الأردن)، خفتت لمصلحة «جرش»، لأنه يتزامن مع حلول شهر رمضان ومباريات كأس العالم (المونديال). اتجاه السيّاح إلى عمّان هذا الصيف يمثّل أملاً بالنسبة إلى الحكومة لإنعاش السياحة، بسبب تدهور الأوضاع في المدن المجاورة. لذلك تعوّل على السيّاح العرب عموماً والخليجيين خصوصاً. وكان مدير المهرجان التنفيذي محمد أبو سماقة قد صرّح بأن ما يزيد على ٨٠٠ فنان يشاركون كمطربين وموسيقيين في عروض المهرجان المختلفة. وقد افتتح المغني الفلسطيني محمد عساف الحدث الفني في الـ 19 من الشهر الحالي بحفلة ناجحة، تلته إليسا في الـ 20 منه على مدرّجات المسرح. وكانت حفلة 21 حزيران (يونيو) مع المغنية العراقية شذى حسون، وتبعها في اليوم التالي المصري محمد حماقي، بينما أحيت نجوى كرم أمس أمسية لبنانية بامتياز.
ويستعدّ وائل كفوري لحفلة يحييها الليلة وسط محبيه، كما شاركت أيضاً بعض الفرق الموسيقية المعروفة «فرقة هازار» من إيران، وفرقة «كيرنيا للفلكلور» (قبرص) وغيرهما. ويختتم المهرجان غداً السبت مع المغني الأردني متعب الصقا. العروض الثقافية أيضاً موجودة برعاية رابطة الكتّاب الأردنيين، وبحسب أبو سماقة، فقد شاركت أكثر من ٥٠ شخصية ثقافية عربية في الحدث، وتوزّعت على أمسيات شعربة، وأدبية، وندوات متنوّعة. ويضيف المدير التنفيذي للمهرجان أنّ نسبة مبيعات التذاكر كانت عالية، وبلغت في بعض الحفلات حوالى ٩٥%، كما جرى تخفيض أسعار تذاكر الحفلات الأردنية ضمن «مهرجان جرش» بنسبة ٧٥%، وذلك لضمان حضور أكبر عدد ممكن من الجمهور المحلي.


عاد الحديث عن منع الفنانات والراقصات في الخيم الرمضانية


لكن كما هي العادة، يرافق إقامة «مهرجان جرش» الجدل السياسي والديني. رئيس «حزب جبهة العمل الإسلامي» في جرش عيسى الرواشدة كان قد صرّح بأنّ ««مهرجان جرش» ملفّ فساد بامتياز ويعمل لحفنة من الفاسدين»، كذك رأى الرواشدة أن ما يجري في الحدث الفني من «غناء ورقص وسفور واختلاط» مناف للدين الإسلامي، متذرّعاً بالمادة الثانية من الدستور الأردني باعتبار أنّ دين الدولة الرسمي هو الإسلام. الهجوم على المهرجان أتى من جوانب عدّة، معظمها محسوب على التيارات الإسلامية المختلفة، وتركّز على عدم وحوب إقامة المهرجان في ظلّ الأوضاع العربية والداخلية أيضاً، وخصوصاً في مدينة جرش. بعض الأصوات المعارضة للمهرجان من جرش ترى أن الحدث لا يخدم المدينة فعلياً كمحافظة، بل يصبّ لمصلحة أفراد. من جهتها، تحاول الحكومة الأردنية قدر الإمكان امتصاص الغضب على المهرجان. ومثّل تزامن توقيت الحدث الفنيّ أيضاً مع حلول شهر رمضان موضع انتقاد كما هي العادة في كل عام. وكانت إدارة المهرجان قد اتخذت قراراً بإيقاف الفعاليات مع رفع الأذان، إضافة إلى ذلك، عاد الحديث أخيراً عن قانون كانت قد أقرّته وزارة السياحة والآثار قبل نحو عامين، وينصّ على منع الفنانات والراقصات في الخيم الرمضانية، بحجة «حرمة الشهر الفضيل». قانون أثار جدلاً بين الأوساط الفتية الشبابية، لكن يبدو أن القانون لن يَسري على «مهرجان جرش»، بل يقتصر على الخيم الرمضانية فقط.