القاهرة | لم تمرّ الحلقة الأولى من مسلسل «السيدة الأولى» (كتابة ياسر عبد المجيد وعمرو الشامي، وإخراج محمد بكير) مرور الكرام. ففريق العمل فضّل المزج بين 3 عصور رئاسية، عبر مشهد اغتيال الرئيس أنور السادات وسطوة سوزان مبارك وخطاب الرئيس المعزول محمد مرسي. «من كل بستان زهرة»، هكذا يمكن وصف افتتاحية «السيّدة الأولى» لغادة عبد الرازق التي استعانت فيها بمشاهد من ثلاثة مواقف سياسية لأنظمة مختلفة خلال الفترة الماضية.
في المقابل، أكدت الحلقة صدق نجمة «مع سبق الإصرار» حين قالت إن العمل لا يتناول شخصية سيّدة أولى بعينها. أطلّت عبد الرازق في شخصية قرينة الرئيس التي تسانده في القرارات المصيرية التي سيُعلنها في كلمة أمام الشعب. ظهرت بطلة «زهرة وأزواجها الخمسة» في مشهد قريب لأداء ميرفت أمين في فيلم «أيّام السادات» (سيناريو أحمد بهجت، وإخراج محمد خان)، عندما قدّمت شخصية جيهان السادات. خطاب الرئيس (ممدوح عبد العليم)، كان قريباً من الخطاب الأخير لمرسي، فيما بدا مشهد هروب السيدة الأولى برفقة الحرس أشبه بلحظات الهروب التي عاشتها جاكلين زوجة الرئيس الأميركي جون كينيدي. كما تحدّثت عبد الرازق خلال الحلقة بطريقة قريبة من تلك التي اشتهرت بها سوزان، قرينة الرئيس السابق محمد حسني مبارك. فكانت تأمر وتتحكّم برجال الدولة وتطلب ما يُخالف الدستور والقانون، بينما ظهر الانقسام بين رجال الرئيس من موالين ومعارضين لها لزيادة سلطاتها. رغم الإنتاج السخي للمسلسل الذي تجاوز الـ 4 ملايين دولار أميركي، إلا أنّ ثمة أخطاء في الحلقة الأولى تؤكّد أنّ عجلة فريق العمل لخروج المشروع إلى النور ستكون سبباً في إفساد الحبكة الدرامية، خصوصاً أن أحداث المسلسل تدور في فترة معاصرة.
أبرز الأخطاء تمثّلت في غياب البروتكول الرئاسي خلال سير السيدة الأولى. مثلاً، عندما ترافق الأخيرة الرئيس تكون بجواره في السيارة وتدخل برفقته، ولا تصل وراءه بسيارة أخرى. كما أنّ حراسة موكب الرئيس المصري ليست مهمة رجال الشرطة كما حدث في المسلسل، بل مسؤولية قوات الحرس الجمهوري.
لم تتوقف الأخطاء عند هذا الحدّ. فرغم تنفيذ مشهد محاولة اغتيال الرئيس تقنياً بشكل جيد، غير أنّه لم يكن موفقاً درامياً. فقد اختيرت قلعة صلاح الدين الأيوبي (القاهرة) لإلقاء الخطاب، باعتبارها مكاناً مغلقاً ومؤمّناً من قبل الحرّاس، لكنهم مع ذلك فشلوا في القبض على القاتل. ويبدو أنّ عدم قدرة فريق العمل على الحصول على تصريح للتصوير في أحد القصور الرئاسية، دفعه للاستعاضة عنه بفندق Winter Palace في مدينة الأقصر، ما لا يمكن قبوله في عمل ضخم كهذا.
كذلك، تميّز العمل بشارته التي غنتها السورية أصالة، فيما استعانت غادة عبد الرازق بالمخرج المصري هادي الباجوري لتصويرها على طريقة الفيديو كليب. في الكليب، ظهرت الممثلة المصرية بمفردها وهي تسير حائرة داخل القصر.



«السيدة الأولى» 20:00 على cbc، و21:00 على قناة «أبو ظبي الأولى»