قد يذكر «الحب الأخير» لساندرا نتلبيك والممثل المعروف مايكل كاين بفيلم «حب» (2012) لمايكل هانيكي من خلال شخصية ماثيو (مايكل كاين) وحبّه لزوجته الراحلة التي ساعدها في إنهاء حياتها بعد إصابتها بالسرطان. لكن هذه فقط نقطة انطلاق الفيلم الذي يراكم الشخصيات والصراعات من دون أن ينجح في التعمق فيها. يروي العمل قصة ماثيو أستاذ الفلسفة الأميركي المتقاعد. بعد وفاة زوجته، يعيش وحيداً في باريس حياةً معلقةً في انتظار رحيله.
لكنّ مصادفة غريبة ستخرجه من قوقعته وتثير فضوله الذي فقده تجاه الحياة كما يقول وهي لقاؤه بالشابة بولين (كليمانس بويزي) معلمة التشاشا في الباص. خطوات وتفاصيل صغيرة تصنع هذه العلاقة الغامضة بين الاثنين وتخرج ماثيو من وحدته، لكنها تجعله يدرك عبر التصادم بين إيقاع حياتهما المختلف كيف أنه من زمن بعيد أصبح فعلياً خارج الحياة. لذا يقرر بعد النزهة الأخيرة لهما في القارب أن ينتحر كأنما يريد أن يختتم حياته هنا.

حوارات مشغولة بعناية ومستوحاة من الأدب والشعر
لكن محاولة الانتحار تفشل وبسببها يعود أبناؤه لزيارته والاطمئنان عليه. يتحول مايلز (جاستن كيرك) ابن ماثيو إلى طرف في العلاقة بين الاثنين. لعل أجمل ما في العمل هو التفاعل بين ماثيو وبولين والحوارات المشغولة بعناية والمستوحاة من الادب والشعر. وإذا كان أجمل ما في العلاقة بين ماثيو وبولين هو الحيرة التي تلفها والالتباس في الأدوار، فهي كما تبدو في بداية الفيلم حب خاص وغريب، وتفاعل بين كائنين، أحدهما في نهاية حياته والآخر في مقتبلها، إلا أنهما الاثنان يتشاركان شعور الوحدة والفقدان نفسه. المشكلة أن المخرجة تحطّم خصوصية هذه العلاقة التي تبنيها عبر مبالغتها لاحقاً في شرح وتوضيح هذا المثلث الأوديبي بامتياز، بولين تذكِّر ماثيو بزوجته الراحلة، وماثيو يذكِّر بولين بأبيها الذي فقدته أيضاً، يضاف إلى ذلك مجيء ابن ماثيو الذي ينجذب أيضاً لبولين. ليست فقط هذه الرمزية التي تسطح حبكة الفيلم المقتبس من رواية للفرنسية فرنسواز دورنير «الرقة تقتل» بل الأساليب المباشرة والنمطية في توضيح هذا الشبه وتصل إلى حد السذاجة في نهاية الفيلم.



«الحبّ الأخير»: «سينما سيتي» ـ للاستعلام: 01/995195