القاهرة | للعام الثاني على التوالي، يؤكّد الثلاثي الكاتبة مريم نعوم، والممثلة نيللي كريم والمخرجة كاملة أبو ذكرى، جدارته في المنافسة على لقب أفضل مسلسل في رمضان. بعد «ذات» (بطولة باسم سمرة ونيللي كريم)، يعود التألّق مجدداً مع «سجن النسا» (للكاتبة الراحلة فتحية العسال)، فكيف يمكن أن تنطلق من نصّ أدبي لتقدّم مسلسلاً تلفزيونياً يستفيد من إبداع الأديب من دون أن يتقيّد بحدود الورق الأصلي؟ فعلتها مريم نعوم ثلاث مرات في عامين متتالين. كانت البداية مع «ذات» الذي تأجّل عرضه من رمضان 2012 حتى رمضان الماضي (الأخبار 26/7/2013). العمل التلفزيوني لعبت بطولته نيللي كريم، والتوقيع كان لكاملة أبو ذكرى وخيري بشارة، عن رواية صنع الله إبراهيم التي تحمل الاسم نفسه، لكن بتفاصيل أكثر تحرراً من قيود النصّ الأدبي.
قدّمتها مريم نعوم لجمهور رمضان، وبات العمل التلفزيوني يحقّق إقبالاً متزايداً كلّما تمّت إعادته عبر القنوات الفضائية. في الموسم نفسه (أيّ 2013)، حازت نعوم مع ورشة كتابة مكوّنة من أربعة مؤلفين (وائل حمدي ونادين شمس وإسلام أدهم وهالة الزغندي) إعجاب الجمهور بمسلسل «موجة حارة» للمخرج محمد ياسين، الذي لعب بطولته إياد نصار. ذلك العمل اقتُبس عن رواية أسامة أنور عكاشة «منخفض الهند الموسمي» التي لم تكن تدور طبعاً في آب (أغسطس) 2010 كما جرى في المسلسل الذي عرض للكبار فقط. وبعد أسبوع واحد على رمضان 2014، فرضت مسرحية «سجن النسا» للكاتبة الراحلة فتحية العسال نفسها على السباق الرمضاني، لكن بعدما دخلت مختبر مريم نعوم، بمساعدة كاتبة الحوار هالة الزغندي.
نعوم وهالة ومعهما كاملة أبو ذكرى نجحن في تقديم دراما عن مجموعة من البسطاء الذين يعيشون تحت الأرض، ويرون ما لا يراه الناس خلف القضبان. تعمل البطلة غالية (تجسّدها نيللي كريم) سجّانة بالوراثة عن والدتها الراحلة، فيما تدخل قصة حبّ مع سائق ميكروباص (يجسده أحمد داوود) الذي يخدعها، ويتزوج من فتاة أخرى بعدما سلبها كل ما تملكه. الأحداث لا تزال تتوالى والشخوص التي تتمتع بمصداقية متفردة نجحت في ربط الجمهور بها منذ المشاهد الأولى.

باتت كاملة أبو ذكرى إحدى أبرز دعاة التجديد في الدراما المصرية
إدانة يومية تقدّمها كاملة ورفيقاتها للفقر والفساد والتحرش وغيرها من أمراض ومشكلات المجتمع المصري، لكن بلهجة فنية تبتعد عن المباشرة والكليشيهات المحفوظة التي سئمها المشاهد.
أوصلت كاملة الرسالة لمعظم صنّاع الدراما، فجددّوا بشكل كبير في المواسم الثلاثة الأخيرة، وباتت المخرجة إحدى أبرز دعاة هذا التجديد. تجديد طال أيضاً أداء الممثلين، والممثلات كدرة زروق وروبي وريهام حجاج ونسرين أمين وغيرهن تقدّمهن كاميرا المخرجة بشكل مختلف تماماً. احترافية تتراكم عاماً تلو آخر لأسماء مثل سلوى خطاب وسلوى عثمان ونهى العمروسي، لكن المفاجأة الكبرى كانت نيللي كريم التي وصلت إلى مرحلة من النضج الفنيّ أصابت الجمهور بالدهشة.
إذ أكّدت راقصة الباليه السابقة، ونجمة الأفلام التجارية خفيفة القيمة والمضمون، أنّها «غول تمثيل» قادر على تجسيد شخصيات لم يكن يتوقع أحد أن تلعبها الممثلة نصف المصرية ونصف الروسية، وقد جعلتها شخصية غالية تتمتع بمكانة كبيرة بين الممثلات.



«سجن النسا» يومياً 19:00 على قناة «القاهرة والناس»