لمع نجمه مع الضجَّة التي افتعلها متطرِّفو العالم الإسلامي بالتظاهر والاحتجاج على روايته «آيات شيطانية» (1988)، وبعد فتوى إهدار دمه، ما اضطره إلى العيش متخفياً ومُقَنَّعاً في إنكلترا بحماية مكثفة ولصيقة من الأجهزة الأمنية البريطانية، ثم اللجوء إلى الولايات المتحدة الأميركية، دوماً بحماية مشدّدة، لكن هذه المرة من قبل قوات الأمن الفيدرالي الأميركي، إضافةً إلى اتخاذ اسم مستعار. يتحدث في كتاب سيرته: «جوزف أنطون» (2012)، عن هذا الاسم المستعار من كاتِبَيْه المفضَّلَيْن جوزف كونراد وأنطون تشيخوف.
هذا الاضطهاد السياسي بلبوس دينية، سيجعله رمزاً من رموز حرية التعبير في العقود الأخيرة. في عام 1993، خلال عُشَرِيَّة الدم الجزائرية، التي أودت بحياة كثير من المثقفين والصحافيين، بين سندانَ الجماعات السلفية الجهادية ومطرقة العسكر، بادر رشدي مع مجموعة من الكتاب من باقي أنحاء العالم، إلى تأسيس «البرلمان الدولي للكُتَّاب» بهدف الدفاع عن حرية التعبير الفكري، ولتوفير ملاذات آمنة للكُتَّاب المضطَهدين.
الاضطهاد السياسي بلبوس دينية، سيجعله رمزاً من رموز حرية التعبير في العقود الأخيرة
في عام 2003، سيتم حلَّ هذه المؤسسة وتعويضها بمؤسسة أخرى أسهم رشدي أيضاً في تأسيسها هي «مُدُن اللجوء». المؤسسة عبارة عن مجموعة إقامات وبيوت يتم توفيرها لكل كاتب في وضعية تَنْتَهِكُ حريته في بلده. اليوم، يقبع سلمان رشدي بين الحياة والموت في المستشفى بعدما أقدم شاب أميركي عشريني يدعى هادي مطر، على طعنه خلال مؤتمر أقيم مساء الجمعة في ولاية نيويورك. وقد صرّح وكيل أعماله أندرو وايلي لصحيفة «نيويورك تايمز» أنّ «الأنباء غير جيّدة». وتابع أنّ رشدي «سيفقد إحدى عينيه على الأرجح فيما قُطِعت أعصاب ذراعه وتعرّض كبده للطعن والتلف».