تعليقاً على مقال الزميلة منى مرعي «يحيى وزياد مقيمان في «طريق الجديدة»» (الأخبار 19/7/2014)، وردنا من بطل عرض «بيروت... طريق الجديدة» زياد العيتاني تعقيب جاء فيه: «كتبت الزميلة منى مرعي مقالاً عن مسرحية «بيروت... طريق الجديدة» التي لا تزال تعرض على مسرح «مترو المدينة» بعد عام على انطلاقتها.
بداية لا بد من شكر كبير لصحيفة «الأخبار» على اهتمامها بالأنشطة الفنية والثقافية لاسيما أنّها المرة الرابعة التي تتناول فيها الجريدة مسرحيتنا، وهذا أمر ملفت تقدَّر عليه تماماً. لكنّ المقال حمل برأيي مغالطة وددت أن أوضح أمراً حولها بعد إفساحكم في المجال للرد الرسمي. تقول مرعي في بداية المقال: «بساطة البداية تشعرك بالحذر. لا نتحدث هنا عن أي بساطة. فظهور الممثل الأساسي يبدأ بأغنية «علّوا البيارق علّوها» التي تم استخدامها كمادة دعائية لمحطة تلفزيون «المستقبل» خلال شهر رمضان عام ١٩٩٥. وقد باتت في ظل التراكمات السابقة لهذا العام واللاحقة له شعاراً لفئة دون أخرى، رغم محاكاتها لكل الناس. ولشدة ما سُمعت، أصبح تردادها مبتذلاً». إذاً، فالزميلة هنا أصابها الحذر من أغنية استخدمها تلفزيون «المستقبل» بكثرة، من دون أن توضح ما هي التراكمات السابقة واللاحقة، هل هي السياسية أم تراكمات الاعمال الفنية التي وصفتها بالدعائية عبر الشاشة نفسها؟ وتعود لتجزم بأنّ الأغنية باتت شعاراً لفئة دون أخرى. وحسمت زميلتنا العزيزة الأمر بأنّ تردادها أصبح مبتذلاً. هكذا ببساطة اسقطت مرعي رأيها على بداية المسرحية، متعمدة التوجه المباشر لتعليب أغنية لم ترمز يوماً إلى فئة أو قاعدة جماهيرية محددة، منطلقةً من استعمالها على شاشة مسيّسة مثلها كباقي المحطات اللبنانية، مفوتةً أمراً بغاية الاهمية هو أول جملة في المسرحية وهي حرفياً: رمضان في طريق الجديدة يبدأ عند الأذان وصوت المدفع.
إنّ تفويت الربط بين الأغنية وبداية النص المسرحي الذي كتبه الاستاذ يحيى جابر، والعودة المتعمدة للجهة التي أذاعتها هو تصويب سياسي بامتياز، ودليل قاطع على أنّ النقد الفني انطلق من حدس سياسي خاص ابتعد كلياً من روح البداية الفنية في العمل، خصوصاً أنّ المشهد الاول من المسرحية بكامله هو عن شهر رمضان، وحبذا لو تفيدنا مرعي بكم الأغاني الشعبية ــ طالما أنّنا نتناول حياً شعبياً ـ عن رمضان تم انتاجها في لبنان، ناهيكم عن أنّها كانت دعاية لدار الايتام الاسلامية أولاً وقبل كل شيء. كما أنّ مرعي تغاضت كلياً عن السرد التاريخي في الفصل الثاني الذي حوى الشق السياسي الاجتماعي منتهياً بخاتمة واضحة للعمل جاء فيها: كل شيء راح ولم يتبق لنا إلا مقبرة الشهداء وروضة الشهيدين.
ختاماً، كان قد جرى نقاش موسع حول الموضوع على صفحات التواصل الاجتماعي، سجِّلت فيه مداخلة للأستاذ بيار أبي صعب وللزميلة مرعي، وددت لو أوضح أمراً حول تلك المداخلات، لكنني سأتقيد بالمساحة التي أعطتني اياها جريدتكم مشكورة، ومجدداً تقديري وتفهمكم».