أخذت اليسا وقتها في التحضيرات، وتريّثت في كل خطواتها، وعملت بهدوء ورويّة. بعد ألبوم «تصدّق بمين» (2009) و «أيامي بيك» (2007)، فضّلت المغنية أن تسير في الخط ذاته وتطلق على مشروعها عنواناً فرحاً بعيداً عن الأحزان، فكان «حالة حبّ» (إنتاج شركة «روتانا» للمرئيات والصوتيات). يضمّ الأخير 14 أغنية؛ منها «يا مرايتي» (كلمات أحمد ماضي وألحان زياد برجي)، و«حبّ كل حياتي»، و«أنا مجنونة» و«حالة حب». والعمل المنتظر خليط بين اللبناني والمصري. تتّبع اليسا خريطة تجديد الأغنيات القديمة لتلوين مشاريعها، فقد أعادت سابقاً (2012) إحياء أغنية «قالولي العيد» (تأليف وألحان روميو لحود) التي غنّتها بإحساس عالٍ الراحلة سلوى القطريب.
كما جدّدت «أول مرة تحبّ يا قلبي» (ألحان منير مراد) للراحل عبد الحليم حافظ، فهل يتقبّل الجمهور الأغنية بعدما عشقها بلهجة العندليب الأسمر؟ ككل عمل يُطرح في الأسواق، لا بدّ من وجود أغنية مميّزة تساهم في انتشاره.
في «حالة حبّ» إليسا، تصدّرت «يا مرايتي» اهتمامات المغنية التي زيّنت غلاف ألبومها بصور وهي تنظر بتفاؤل إلى صورتها. خصّصت اليسا مساحة مهمّة لأغنية «يا مرايتي» التي تقول فيها «يا مرايتي من كم سنة لليوم أديش أنا تغيّرت».
يضمّ الألبوم 14
أغنية منوّعة بين المصري واللبناني
كما كشفت عن غلاف مشروعها والصورة الداخلية له التي خصصت جزءاً كبيراً منها وهي تحمل مرآة، فيما تعكس الأخيرة صورة وجه الفنانة التي تبتسم.
وفي هذا الإطار، يلفت الشاعر أحمد ماضي في حديث إلى «الأخبار» إلى أن «يا مرايتي» لا تعكس حالة حبّ أو خيانة، بل تروي قصة كل إنسان يُعاني مشاكل اجتماعية، ولا تعلم أسراره إلا مرآته.
ويكشف صاحب «يا غالي عليي» (نانسي عجرم) أن إليسا تأثرت بالأغنية، وبكت عندما سمعتها، فربما وجدت وجه الشبه بينهما. يعتبر الشاعر أنه لم ينظم قصيدة في «يا مرايتي»، بل كتب ما شعر به من معاناة في فترة معينة من حياته، متوقعاً أن تنال عباراته إعجاب المستمع. في أحد فنادق بيروت، صوّرت صاحبة أغنية «تعبت منك» الغلاف، واستعانت بالمصوّر الأميركي العالمي ماتياس كلامر الذي حاول أن يخرجها من كلاسيكية صورها المعهودة. يأتي ألبوم إليسا قبل أيام عدّة من إحيائها حفلة في «مهرجان أعياد بيروت 2014» التي تقام على الواجهة البحرية في 21 آب (أغسطس).
لا يمكن الحكم بعد على «حالة حب»، ولكن يمكن القول إن إليسا فعلت ما يجب عليها فعله، أما الباقي فهو على المستمع.
