لو كانت إدارة بث «الهواء» بيد الناس، لما تردّدوا عن فعل ذلك. فقد أثار المؤتمر الذي عقده أمس الثلاثي النيابي «المحصَّن» معين المرعبي ومحمد كبارة وخالد الضاهر حفيظة الجميع لما امتلأ به من «فتن وتحريض» مذهبي وطائفي ضد الجيش. هكذا، قطعت قناة «الجديد» الطريق على «الغول» وأخذت مبادرة فردية في إيقاف بث «مؤتمر المؤامرة» على الجيش والوطن.
بينما تشتعل جبهة عرسال بين عناصر الجيش اللبناني ومجموعات إرهابية مسلحة، ترتكب وسائل الإعلام اللبنانية مجازر جماعية، عمداً أو عن سوء تقدير، بحق المؤسسة العسكرية وأمن الناس. وفي وقت تحذر مديرية التوجيه وسائل الإعلام من بث أخبار غير دقيقة وتوخي الحذر في النقل، يصرّ بعض الإعلام اللبناني على «المساس بخط النار»: الأمن، إذ تبنت وسائل الإعلام المحلية خطاب الجماعات الإرهابية، وتمادت في سرد رواياتها بل تبنّيها.
في المقابل، ووسط زحام الأخطاء، اتخذت قناة «الجديد» مسؤولية أخلاقية ووطنية وقطعت البث عندما كان «ثلاثي المؤتمر» يسلّط سيف الخطاب المذهبي البغيض على عنق المجتمع، رافضة أن تُستخدم كمنبر لـ«النواب» الثلاثة للاسترسال في «موّال» الفتنة. فـ«مؤتمر المؤامرة» الذي تلاه المحصنون نيابياً، اعتبر أنّ «ما يجري في عرسال السنية البطلة ليس إلا حلقة من مسلسل إيراني ـ سوري لإخضاع أهل السنة»، وشدد على رفض «أهل السنة استقدام أهلهم دروعاً بشرية لحماية ميليشيا حزب إيران». لقد مارس هؤلاء الثلاثة تحريضاً مذهبياً شنيعاً يعاقب عليه القانون، فيما ساهم الإعلام في «مد يد العون» لهم وإيصال رسالتهم «المفخخة» إلى الناس.
في تغريدة لها على تويتر، كتبت مديرة الأخبار والبرامج السياسية في «الجديد» مريم البسام: «لقد قطعنا مؤتمر الثلاثي كبارة مرعبي والضاهر عن الهواء لأنّ دمك بالدني» في إشارة إلى الجيش اللبناني. وفي حديث لـ«الأخبار»، أشارت إلى أنّ «دورنا كمؤسسات إعلامية هو الإضاءة على المحرضين ولفت نظر المعنيين إلى التحرك»، مضيفة: «الجيش خط أحمر». وطالبت برفع الحصانة عن النواب الثلاثة، داعيةً رئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري إلى «الوقوف عند خطابه الداعم للجيش ومحاسبة هؤلاء». على خط موازٍ، اتفقت المؤسسات الإعلامية المرئية في ما بينها على الامتناع عن بث أي فيديو مصوّر في عرسال، أكان مسرباً أم مرسلاً من الإرهابيين، كفيديوهات لأسرى الجيش اللبناني وعناصر الدرك وقوى الأمن لدى المجموعات الإرهابية المسلحة.