تدعم جمعية «الكمنجاتي» الأطفال الفلسطينيين في حالة السلم. هؤلاء ليسوا بحاجة إلى حرب تحاصرهم وترفعهم شهداء أو جرحى كي يتلقوا اهتمام الجمعية الموسيقية الفلسطينية. حين تأسست عام 2002 في فرنسا على يد رمزي أبو رضوان، وضعت الأطفال الفلسطينيين هدفاً لها عبر إخراجهم من دائرة الحاجة إلى الدعم المادي فقط، أو إلى الإسعافات نتيجة العدوان الاسرائيلي. هم بإمكانهم أن يغنوا ويستمعوا إلى باخ وبيتهوفن ويعزفوا الكمان أو الغيتار والمشي على أقدامهم من دون الحاجة إلى سيارات اسعاف، وليس بالضرورة أن تكون عيونهم مغمضة دائماً كتلك التي نراها في صور الشهداء.
منذ البداية، ذهبت الجمعية إلى إعادة تأهيل إحدى أهم البنى التحتية الثقافية والشعبية. في رام الله وجنين ومخيمات وقرى الضفة ومدارس الـ «أونروا»، بنت «الكمنجاتي» مراكز موسيقية لتعليم الأطفال. هذا التعليم النظامي انتقل إلى لبنان عام 2008، تحديداً إلى مخيمي برج البراجنة وشاتيلا.
اليوم، لن تستطيع الجمعية إقامة مخيماتها أو أنشطتها في القطاع. لكن غزة ستكون حاضرة في أمسية Music from Palestine, despite عند الثامنة من مساء الغد في «أسمبلي هول» في بيروت. هذه الأمسية يُقسم ريعها إلى قسمين: الأول يذهب إلى مراكز الإسعاف في غزّة، والثاني إلى نشاطات الجمعية وبرنامجها التعليمي في لبنان.

يقدّم الأطفال ثلاث مقطوعات موسيقية وغنائية


وإذا كانت الحفلة تحمل برمزيتها تضامناً مع عدوان غزة لتزامنها معه، إلا إنها تأتي أيضاً تتويجاً للمخيم الموسيقي الصيفي الأول في لبنان الذي تقيمه الجمعية حالياً في الشوف. يسعى المخيم إلى تدريب 32 طفلاً من مخيمي شاتيلا وبرج البراجنة. والسبت الماضي، بدأ الطلاب (6_18 سنة) دورات مكثفة في الموسيقى النظرية والتطبيقية، وإقامة حفلات صغيرة مع أعضاء «الكمنجاتي» الآتين من فلسطين. مساء الغد، سيتاح للأطفال المشاركين تقديم ثلاث مقطوعات (موسيقية وغنائية) في الحفلة (فور انتهاء المخيّم) إلى جانب عازفي الفرقة الـ 13 الآتين من فلسطين الذين سنستمع إليهم طوال الأمسية. في برنامج الحفلة، أغنيات لوديع الصافي ومقطوعات معاصرة للفرقة تحاكي الواقع الفلسطيني، منها أغنية «جينالك يا غزة» (ألحان الفلسطيني خالد صدوق) و«مي وملح» المقتبسة من أشعار المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال (مي وملح= كرامة)، إلى جانب استعادة مقطوعات للملحن الفلسطيني روحي الخماش. طبعاً، لن تغيب الأغنيات والمقطوعات الفولوكلورية الفلسطينية التي خضعت لتوزيعات معاصرة من الفرقة التي لن تقدّم أيّاً من أغنيات ألبومها الوحيد «موشحاتنا» (2012). مع اقتراب انتهاء الصيف، تتحضر الفرقة ـ وفق أبو رضوان ـ لبدء عامها الدراسي الموسيقي الممنهج في المخيمات والقرى الفلسطينية، وفي لبنان، بينما لا نعرف متى يستعيد أطفال غزّة (مَن بقي منهم) قواهم ليكملوا تعليمهم الموسيقي. كل ما تستطيعه الموسيقى الآن أن تخفف من شقاء آذانهم ربما.



Music From Palestine, despite: 20:00 مساء الغد ـ قاعة «أسمبلي هول» ـ جامعة الـ AUB، (الحمرا _ بيروت). للاستعلام: 71/386148