يشهد هذا الموسم عودة السيناريست سامر رضوان بعد انقطاع طويل، لكن من بوابة الاصطفاف السياسي في الدراما التي يقدّمها. أمر لن يفقده جماهيرية واسعة متوقعة لمسلسله، في حين سيكون في مواجهته ــ من ناحية الحضور الجماهيري ــ النجم تيم حسن في مسلسله التاريخي الذي يحكي فيه لهجة الساحل السوري ويخرج من عباءة «الهيبة»، لكنه يظلّ مرتدياً معطف البطل الشعبي وهي الشخصية التي يفضل أن يقدّمها!
تيم حسن ودانا مارديني في «الزند»


مكسيم خليل في «ابتسم أيها الجنرال»

كاتب «لعنة الطين» (إخراج أحمد إبراهيم أحمد) تمكّن دوناً عن غيره من فرض خياراته وحضوره في العمل حتى نهايته، بدءاً من تحديد أسماء المخرجين إلى المساهمة مع المنتج والمخرج في تحديد أسماء أبطال روايته التلفزيونية. لكنّ احتيال تلفزيون «الجديد» على إحدى مقابلاته معها، والاجتزاء منها بعد عرض مسلسله «دقيقة صمت»، أمر وضعه في مواجهات كان في غنى عنها، إلى درجة منع نصوصه في سوريا. هكذا، ذهب إلى الخيار البديل للدرجة القصوى وقرر العمل مع تلفزيون «سوريا» المعارض لينجز له مسلسل «ابتسم أيّها الجنرال» (إخراج عروة محمد وبطولة ممثلي المعارضة بينهم: مكسيم خليل، عبد الحكيم قطيفان، عزة البحرة وآخرون وقد أشرف رضوان بنفسه على الإنتاج ـــ تلفزيون «سوريا»). لكن العمل الذي يشدّد أن أحداثه من وحي الخيال، يحيله بعضهم إلى تقاطعات سياسية كونه يقدّم قصّة قوة سياسية تدير إمبراطوريتها في بلد افتراضي، وتتحكّم بمصيره واقتصاده وكلّ تفاصيله وتحكم بقبضتها الحديدية عليه. لكنّ خلافاً يشتعل بين أركان تلك القوة، يضيف إلى العمل جرعات ملفتة من التشويق، وهذا ربما ما يخلق له جماهيرية إضافية من دون أن يعفيه من الاصطفاف السياسي.
الجماهيرية تلك ستجد منافساً شرساً يتمثّل في «الزند- ذئب العاصي» (كتابة عمر أبو سعدة وإخراج سامر البرقاوي ــ قنوات MBC) الذي يلعب بطولته: تيم حسن، ودانا مارديني، ورهام القصّار، وأنس طيارة، وباسل حيدر، وجرجس جبارة، ونانسي خوري.... تدور أحداث العمل عام 1900، قبيل الحرب العالمية الأولى وفترة الاحتلال العثماني لبلاد الشام، وتقع بيئتها المكانية في الجبال الساحلية السورية، وتروي سيرة بطل شعبي ينحدر من عائلة نافذة يسيّجها الجاه والمال والخدم. يقع ابن هذه العائلة (تيم حسن) في سنّ باكرة في عشق ابنة خادمة لديهم (دانا مارديني) وراقصة في بلاط والده الآغا، ثم يقيم معها علاقة خارج الزواج، قبل أن يصرّ على الارتباط بها. تتشابك الحبكة ويبقى جوهرها الأصيل هو الأكشن، لكنها تتنوّع بين حياة تلك المرحلة وترصّد يوميات البطل الثري الذي قرّر التضحية بكل شيء من أجل حبّ حياته، ولو على حساب استعداء والده، لتحيله الرواية إلى ما يشبه البطل الشعبي بعد أن يتحدّى الآغا ويهزّ عرشه ويهين سطوته.