تخصّص شركات الإنتاج اللبنانية جزءاً مهماً من ميزانيّتها المخصّصة لشهر رمضان، لصالح المسلسلات المشتركة. تلك الأعمال التي فرضت نفسها إبان الحرب السورية، باتت سمة شهر الصوم وتقوم على عنصرَي الإبهار والمبالغة في قصص الحب والخيانة. رغم الملاحظات السلبية التي تتعرّض لها تلك المسلسلات، إلا أنها تحظى باهتمام شريحة من المتابعين، تحديداً أولئك الذين يميلون إلى المسلسلات الرومانسية. لذلك تطعّم شركات الإنتاج مسلسلاتها بباقة من النجوم السوريين واللبنانيين، وتعمد إلى خلط اللهجات من دون تبرير مُقنع. هذا العام، لا جديد في المسلسلات المشتركة الرمضانية.
تعود نادين نجيم وقصي خولي في مسلسل «وأخيراً»

العدد تقريباً نفسه عما كان عليه في السنوات الماضية، مع القليل من المفاجآت بالنسبة إلى النجوم الحاضرين في السباق، إضافة إلى توجّه المشاريع المشتركة نحو الأعمال ذات الحلقات القصيرة. في هذا السياق، يستكمل «للموت 3» (كتابة نادين جابر وإخراج فيليب أسمر «شاهد» وmtv ــــــ إنتاج «إيغل فيلمز») الأحداث التي بدأها قبل عامين. في هذا الموسم، قرّر صنّاع العمل دعمه عبر الاستعانة بمجموعة مهمة من النجوم السوريين واللبنانيين من بينهم: مهيار خضور، وفايز قزق، ويامن الحجلي، وورد الخال. تواصل سحر (ماغي بو غصن) وريم (دانييلا رحمة) رحلتهما في خداع الرجال وسرقة أموالهم، على إثر الصدمات التي تعرّضتا لها في ماضيهما. وكان المسلسل قد واجه سلسلة انتقادات واسعة بسبب المغالاة في ثياب البطلتين، إضافة إلى المبالغة في أدائهما. وعلى هامش الأحداث الرئيسية، عالج العمل بعض القضايا الاجتماعية من بينها التحرش والاغتصاب والزواج المبكر. ويبدو أنه سيكمل في الخط الدرامي نفسه هذا العام، مع الكثير من مشاهد الأكشن التي صورت بين تونس ولبنان.

عابد فهد في مسلسل «النار بالنار» (كتابة رامي كوسا وإخراج محمد عبد العزيز)

في المقابل، تعود نادين نجيم وقصي خولي في مسلسل «وأخيراً» (تأليف وإخراج أسامة الناصرــــ 15 حلقة ـــ mbc و«شاهد» ــــ إنتاج «صباح إخوان»). غاب الثنائي العام الماضي عن السباق الدرامي، ليعودا بمشروع جديد يبدو من البرومو الترويجي له أنه يخلط بين قصة حب وبعض مشاهد الأكشن. تقوم لقطات الـ «كوبل» على الرومانسية والعشق، وهي «البهارات» التي تجذب شريحة واسعة من المشاهدين، تحديداً أولئك الناشطين على صفحات السوشال ميديا الذين يطبّلون للنجمين.
اللافت هذا العام، أن شركة «صباح إخوان» قرّرت عرض «وأخيراً» ضمن المشاريع ذات الحلقات القصيرة، وحوّلته من 30 إلى 15 حلقة، لينطلق بثه مبدئياً في النصف الثاني من رمضان. بهذه الخطوة تكون الشركة التي يديرها صادق الصباح، قد مشت بقوّة على سكة المسلسلات القصيرة الرمضانية، لتقدم باقة من الأعمال القصيرة.
يستكمل «للموت 3» الأحداث التي بدأها قبل عامين


على الضفة الأخرى، يطلّ عابد فهد وكاريس بشار ونجوم لبنانيون، في مسلسل «النار بالنار» (كتابة رامي كوسا وإخراج محمد عبد العزيز ــــ lbci و«شاهد» وmbc) الذي يمكن القول عنه بأنه أكثر «دسامة» من العملين الأوّلين. تفتح شركة «صباح إخوان» ملف اللاجئين السوريين في لبنان بطريقة درامية من خلال عمل مشترك مثير للاهتمام، في ظل أجواء متشابهة يتقاسمها السوريون من ناحية أبرزها تردّي الأوضاع الاقتصادية في البلدين. يمكن القول بأن المشروع الذي صوّر في بيروت، يخاطب الذوّاقة، على اعتبار أنّ قصصه تدور في حيّ لبناني يسكنه لاجئون سوريون، وتنشأ بينهم مشكلات تشبه الواقع الحالي نوعاً ما. تعوّل «صباح إخوان» على العمل، لأنّه واقعي يعكس زاوية من حياة الشعبين السوري واللبناني. مع ذلك، يُخشى من بعض المبالغة والافتعال في مقاربة موضوع حسّاس واللعب على وتر الأزمة السياسية والاجتماعية التي تتعلق بقضية اللاجئين. يجمع العمل باقة من النجوم من بينهم: السوريان عابد فهد وكاريس بشار، واللبنانيون جورج خباز وزينة مكي وطارق تميم وغيرهم. باختصار، تتسابق شركات الإنتاج على تقديم مسلسلاتها المشتركة، مع إضفاء بعض «البهارات» من ناحية مشاهد الأكشن والكاميرات ذات الدقة العالية. فمن سيكون جوكر رمضان؟.