القاهرة | لا تزال المؤسسات الثقافية المصرية الرسمية مشغولة بأحوالها الداخلية وبتسكين «الكهنة» على مقاعد القيادة منذ تولي جابر عصفور حقيبة وزارة الثقافة (الأخبار ٧/8/ ٢٠١٤)، ما جعل الذكرى السادسة لرحيل الشاعر محمود درويش (1941 ـ 2008) تمرّ من دون تنظيم أي فاعلية رسمية خاصة بالحدث. في الضفة المقابلة، أبى بعض الكُتّاب والشعراء الشباب إلا أن يحيوا ذكرى صاحب «في حضرة الغياب» ضمن أمسية فنية أقيمت مساء السبت الماضي في «ساقية الصاوي» في القاهرة.
لم يأبه المنظمون للأمسية بحديث بعض النقاد عن تأثير درويش في كتاباتهم ونصوصهم الذي يصل حد الاتهام بـ«التقليد»، معتبرين أنّ إحياء ذكرى شاعر القضية الفلسطينية تأييد للمقاومة وتضامن رمزي مع قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان صهيوني منذ أكثر من شهر. تلقف هؤلاء دعوة «الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين» (رابطة لمنظمات المجتمع المدني الداعمة للقضية الفلسطينية)، وبادروا إلى التنسيق والمشاركة في إلقاء جماعي لقصائد الراحل كـ«لاعب النرد»، و«سقط القطار عن الخريطة» و«جدارية»، قدمها الشعراء الشباب أيمن مسعود وأحمد عبد الجواد وأحمد خطاب ومحمد السعدني وسماح ناجح. الاحتفالية التي اختتمت بالوقوف دقيقة حداد على أرواح شهداء فلسطين، غابت عنها الشاعرة السورية رشا عمران من دون اعتذار رغم إعلان اسمها ضمن المشاركين وتأكيد لجنة الإعداد على وجودها، فيما اعتذر الفنان أحمد ماهر لظروف خاصة.

شعراء وفنانون استحضروه
في «ساقية الصاوي»


شهدت الاحتفالية عرض الفيلم التسجيلي «كزهر اللوز» للمخرج الفلسطينى سعود مهنا، ومشاركة الشاعرين فارس خضر ومحمود قرني، والزميل سيد محمود، والشاعرة فاطمة قنديل التي ألقت مقاطع من ديوان «أثر الفراشة»، مشيرة إلى أنّه أفضل دواوين الراحل على مدار السنوات العشرين الأخيرة من حياته، إلى جانب مداخلتين مسجلتين لوزير الثقافة الأسبق محمد الصاوي والملحن نصير شمة. حكى الأخير عن تجربته مع صاحب ديوان «لماذا تركت الحصان وحيداً؟» في العديد من الأعمال، خصوصاً تجربتهما في تونس عام 1995.
بعض الذين شاركوا في أمسية «الساقية» يحضّرون أيضاً لإقامة احتفال آخر في «بيت السناري» في منطقة السيدة زينب، بمشاركة الشعراء أحمد عايد وحسن عامر وعمرو قطامش ومحمد سلامة ومحمود سباق ومحمود عبدالله سلامة ونور الدين جمال والفنان حمدي التايه والفنانة إسراء ماجد. وستترافق الأمسية مع عزف على العود، فضلاً عن عرض فيلم تسجيلي عن حياة صاحب «لا تعتذر عما فعلت».

رابط فعالية بيت السناري