بدأت الحكاية بسطل ماءٍ وقطع ثلج في أميركا، ودعم ماديٍ لمرض التصلب الجانبي الضموري، واشتعلت الحملة على مواقع التواصل وشارك فيها معظم أثرياء ومشاهير العالم في هدفٍ واحد هو التوعية حول هذا المرض النادر والمصابين به. ولأنّ العالم بات أصغر من قريةٍ، انتشر الموضوع في مجتمعاتنا، وبدأ فنانو العالم العربي يشاركون في الحملة «حفاظاً» على شهرتهم، لا سمعاً بالمرض أو سواه (من دون أي دعمٍ ماديٍ للجمعية التي تعالج المرض مثلاً). حتى إن بعضهم قام بالأمر بطريقةٍ مزعجة (أحد الفنانين دلق دلو الثلج وهو يستعمل كمبيوتره، فأتلفه بطريقة «سخيفة»!).
على الجانب الآخر، كان كثيرون في العالم الافتراضي والواقعي يسألون عن علاقتنا نحن في الوطن العربي بهذا النوع من الأمراض؟ هل هو مشكلة ملحة في بلادنا؟ هل انتهت مشاكلنا حتى وصلنا إلى مرحلة الحديث عن أمراض الآخرين؟ انطلاقاً من ذلك، خطرت الفكرة لفنانٍ كوميدي أردني يدعى محمود درويش (بالتأكيد هو غير الشاعر الفلسطيني الشهير): يجب أن نشعر مع شعبنا، وهذا الأمر يكون عبر مرورنا بما يشعر به، بأطفال غزة وقانا والمنصوري (مجازر قام بها الصهاينة في لبنان)، وكل هذا يكون بإلقاء «سطل» من الردم والرماد والتراب والحجارة، لأنّ هذا فعلياً ما يشعرون به وهم تحت الأنقاض بتأثير من صواريخ العدو الصهيوني.

صاحب الفكرة فنان كوميدي أردني يدعى محمود درويش

هكذا بكل بساطة، قام الشاب الأردني بذلك الموضوع وانتشرت الفكرة بسرعةٍ بالغة، شأنها شأن سطل الثلج الغربي.
الفكرة سرعان ما نشرتها الصبية الغزّية ميسم يوسف التي حوّلتها إلى «هاشتاغ» #RubbleBucketChallenge لينطلق بعدها الشباب في أعمالهم. طارق سراد المقيم في سويسرا أعطى الموضوع زخماً أكبر، حوّله إلى «حدث» على «فايسبوك» وبدأ بمرحلة الدعوات، شارك بنفسه في الحملة ثم أرسل الدعوات إلى الناس الذين بدأوا فعلياً بالقيام به وانتشر الأمر بسرعةٍ البرق. في الإطار عينه، كانت الفرقة الفلسطينية «نشاز» ترفع التحدي إلى مستوى آخر. في البداية، أعلن الفنانان شادي العشي وموسى علاوي أنهما سيشاركان في تحدي سطل الثلج على طريقتهما الخاصة تضامناً مع شعبهما الصامد في غزّة والشعب الفلسطيني عموماً. في اليوم التالي، نشرا فيديو حيث يحملان سطلين ويسقطانهما على نفسيهما، ليظهر أنّ ما في السطلين مادة لزجة أشبه بالدم وسمّيا الموضوع «تحدي دماء غزّة». المشهد المؤثر حدا بالصحافة العبرية إلى نشر صورهما تحت عنوان «الفنانان العنصريان» و«الفنانان المحرضان على القتل» و«الفنانان الدمويان». بطبيعة الأحوال أيضاً، انتشر الفيديو بكثرة على الانترنت وقلّده كثيرون.



https://www.facebook.com/photo.php?v=752326448162146&set=vb.100001543940913&type=3&theater


https://www.facebook.com/photo.php?v=810081005681191



https://www.facebook.com/events/750685104988792/?ref=4