تونس | يختتم وزير المالية الأسبق جلول عياد «المهرجان الدولي للموسيقى السمفونية في الجم» على مسرح مدينة الجم (جهة الساحل التونسي)، السبت المقبل بعرض «حلم تونسي» من إعداده وبمشاركة عازفة الكمان التونسية ياسمين عزيز ونصوص الروائية آمنة الرميلي. اختتام الحدث يمثل عملياً اختتام مهرجانات الصيف الحالي. انتهت الأحداث الفنية التونسية ولم يبق منها إلا بعض التظاهرات الصغيرة في جهات مختلفة من البلاد. ورغم حضور نجوم في مختلف المهرجانات التونسية، إلا أنّ هذا الموسم الذي أقيم طيلة شهري تموز (يوليو) وآب (أغسطس)، كان دون المتوسط بسبب المناخ السياسي الذي تعيشه البلاد.
السهرات التي لفتت الانتباه قليلة لا تتجاوز عدد أصابع اليد، ومن بين السهرات اللافتة للاهتمام افتتاح «مهرجان قرطاج الدولي» الذي قدّمه عازف العود أنور ابراهم في ١٠ تموز بعرض «استذكار» الذي أعاده إلى قرطاج بعد حوالى ثلاثين عاماً من الغياب. كذلك هناك عرض الفنان اليوناني ياني في ٢٢ و ٢٣ تموز (يوليو). أما عرض المغني البلجيكي ستروماي في ١١ أب (أغسطس)، فلم يكن في مستوى انتظار الجمهور، على عكس عرض المغني صابر الرباعي الذي أكّد أنه فنان شقّ طريقه بصعوبة، وكانت سهرته ناجحة. وخلافاً للعادة، مرّ مرسيل خليفة هذا العام مرور الكرام في سهراته التونسية بين قرطاج والجمّ حيث قدّم فيه عرضاً سمفونياً بمرافقة أميمة الخليل و«الاوركسترا السمفونية التونسية» بقيادة المايسترو حافظ مقني. يمكن تفسير البرودة التي رافقت أمسية خليفة بكثرة تردّده على تونس في السنوات الخمس الأخيرة. كما رافق الفشل سهرة جورج وسوف في «مهرجان بنزرت الدولي» السبت الماضي. وخلّفت الحفلة استياء الجمهور الذي شاهد «أبو وديع» وهو يغنّي جالساً على الكرسي المتحرك. وكانت السهرة صدمة للجماهير التي عشقت صاحب أغنية «الهوى سلطان» وردّدتها في حفلاته طيلة ثلاثين عاماً من علاقته بتونس. ومن أبرز الظواهر التي شهدها موسم المهرجانات هذا العام غياب المسرح، فـ «مهرجان الحمامات الدولي» قدّم عروضاً قديمة لم تنجح في صناعة الحدث مثل «تسونامي» للفاضل الجعايبي، و«كلام الليل صفر فاصل» لتوفيق الجبالي، برغم أهمية المسرحيتين. وكذلك هناك مسرحيتا «ريشارد الثالث» لجعفر القاسمي، و«ليلة على دليلة» للأمين النهدي نجم الكوميديا التونسية. وما عدا ذلك، لم تتضمّن المهرجانات طيلة شهرين عروضاً لافتة للانتباه أو الاهتمام، ويبدو أن استعداد التونسيين لمتابعة العروض الفنية في المهرجانات قد فتر بسبب مناخ الإحباط الذي تعيشه البلاد بعد ظهور الإرهاب وانهيار الاقتصاد. الظاهرة العامة التي ميّزت معظم عروض الحفلات هي تواضع حضور الجمهور، ما يؤكّد حالة القرف التي تخيم على الشارع التونسي.