القاهرة | رغم انقطاع التيّار الكهربائي لمدّة عشر دقائق خلال الحفلة التي أحياها خلال «مهرجان محكى القلعة» للموسيقى والغناء في القاهرة، وقف الفنان المصري الشاب محمد محسن في صف الحكومة، مطالباً الجمهور بعدم الهتاف ضدّها، قائلاً: «الحفلة مش ساحة تظاهر».مساء أوّل من أمس، شارك محسن في أولى حفلات المهرجان، وعقب انتهائه من أغنية «بندعيلكم» التي تدور حول موضوع معتقلي الرأي، انقطع التيار الكهربائي. مسألة دفعت الحضور إلى الهتاف ضد السلطة المصرية الحالية، مرددين: «يسقط يسقط حكم العسكر». هنا، طالب محسن الجمهور بالهدوء، رافضاً هتافاته، مضيفاً: «لا يصح تحويل الحفلة إلى ساحة للتظاهر». طلب صاحب أغنية «الحشاشين» قوبل بالاستهجان، خصوصاً أنّ غالبية الحضور جاءت للاستمتاع بالأغاني الثورية الشهيرة للشيخ إمام وسيد درويش وغيرهما، والإحساس بروح الثورة بعدما مرّت البلاد بسلسلة من الإجراءات القمعية. هذه الحادثة جعلت بعضهم يربط بين عودة محسن إلى الحفلات الرسمية التي تنظمها الدولة والتغيير النسبي في موقفه، خصوصاً بعد استبعاده عن حفلة «عيد الفن» في «دار الأوبرا» في آذار (مارس) الماضي. يومها، فوجئ الفنان الشاب باستبعاده قبل بدء الاحتفال بأقل من نصف ساعة عبر طلب موظفي رئاسة الجمهورية منه مغادرة القاعة بهدف الحصول على تصريح أمني بالمشاركة (الأخبار 15/3/204).

إثر هذه الواقعة، اعتبر محبو محمد محسن غيابه «خطة لاستبعاد وجوه الثورة». أما غالبية الحضور في حفلته أول من أمس، فقد اعتبرت أنّه «يدفع فاتورة العودة إلى الساحة الرسمية». وخارج أسوار القلعة (مقر الحفلة)، منعت أجهزة الشرطة المصرية وقوات الأمن عدداً كبيراً من حاملي تذاكر الحفلة من الدخول بحجة «عدم قدرة العناصر الأمنية على تأمين العدد الكبير الذي احتشد لحضور الحفلة».
من جهته، أكد الشاعر محمود هاشم، أحد الذين مُنعوا من الدخول، أنّ الناس قابلوا ما حصل بالهتاف ضد الجيش والشرطة، ما نتج منه بعض التدافع بين المتجمهرين وقوات الأمن، لكنه لم يتطوّر إلى إشتباكات. علماً بأنّ جمهور الحفلة الثانية في اليوم نفسه استقبل الفنانة دينا الوديدي بحفاوة بالغة، متفاعلاً مع عدد من أغنياتها، خصوصاً «أدين بدين الجدعنة» و«الحرام».