لم يتصاعد الدخان الأبيض من قناة «الجديد» لاختيار إعلاميّ يقدّم برنامج «للنشر» بعدما ترك طوني خليفة مهماته التي تولّاها على مدى سبع سنوات متواصلة (الأخبار 18/7/2014)، وانتقل حديثاً إلى أحضان mtv. قبل شهر تقريباً، بدأت «الجديد» البحث عن وجه يتولّى «للنشر»، وأجرت مجموعة من «الكاستينغ» لإعلاميين من داخل القناة وخارجها. لكنّ القائمين على الوسيلة الإعلامية لم يرسوا على اسم يرونه مناسباً ليكون خليفةً لطوني. من بين تلك الأسماء ورد الكاتب طوني شمعون الذي تردّد اسمه في الفترة الأخيرة، فهو صاحب نظرة فنية لافتة وقادر على قيادة برنامج جديّ. في حديث إلى «الأخبار»، أكّد شمعون أنّ «الجديد» عرضت عليه تقديم «للنشر» لكنه رفض، قائلاً «لم أقبل العرض لأنني لا أحبّ تقديم برنامج أحد زملائي، وأتفاوض حالياً مع قناة «الجديد» على تقديم عمل تلفزيوني آخر يتناسب مع شخصيتي، ويقوم على نقد الأعمال التلفزيونية والفنية بمختلف أنواعها». وكانت «الجديد» قد أطلقت حملة دعائية تولّاها بعض العاملين فيها، وروّجت لإعلاميين اعتبرت أنهم سيقدّمون «للنشر».
وكل هذا للقول بأنّ القناة حائرة، وبأن البرنامج ناجح ويتمنّى الجميع تقديمه. تلك الحملة لم تُسفر عن نتيجة، ولم ترتفع أسهم العمل. من المؤكّد أن «الجديد» لم توقّع لغاية اليوم عقداً مع إعلامي، وهي اليوم في موقف مزعج، لأن عليها بتّ مصير «للنشر» خلال ساعات قبل انطلاقه على الهواء. في كواليس «الجديد» حركة إعلامية لمقدّمين من قناة «المستقبل» وlbci ينفّذون «الكاستينغ»، لكن لا نتيجة إيجابية حتى الآن. ورغم الضياع الذي تشهده الوسيلة الاعلامية، إلا أنها حدّدت تاريخ 15 أيلول (سبتمبر) الحالي موعداً لانطلاق العمل مباشرة على الشاشة. حدّدت المحطة التاريخ الذي سيعود فيه بـ»للنشر»، بينما لم ترسُ على التوقيت بعد. على الضفة الأخرى، تغرق قناة mtv أيضاً في متاهات من نوع آخر تعرقل ظهور خليفة على شاشتها. المحطة حدّدت تاريخ 22 من الشهر الحالي الذي يُصادف نهار الاثنين أيضاً ليشهد على إطلالة خليفة، من دون أن ترسو على اسم للبرنامج. فكرة العمل موجودة، لكن اسمه مجهول. والنتيجة أنّ برنامجي «الجديد» و«أم. تي. في.» سيُعرضان مباشرة على الهواء، ومن المتوقع أن يكونا في التوقيت نفسه، ما يدلّ على المنافسة المحتدمة بينهما. فـ«الجديد» لم تغفر لخليفة قراره بتركها، فقرّرت أن تنتقم منه على طريقتها الخاصة. هي تعرف أنّ «للنشر» من أكثر البرامج جماهيريةً لديها. لذلك اعتمدته سلاحاً لمواجهة مشروع خليفة المنتظر على mtv. بين القناتين منافسة خفيّة وإن لم تعد كذلك، فالتوقيت سيكون نفسه، وكذلك طبيعة البرنامجين اللذين سيكونان اجتماعيين مع نكهة فضائحية، وتعديل طفيف في الفقرات التي سيتطرّقان إليها. إذاً، رغم أنّ خليفة ترك «الجديد»، إلا أنّ تلك الخطوة لن تكون سهلة عليه. الحرب بدأت بين الشاشتين قبل عرض العملين. المنافسة في الأصل موجودة بين الوسيلتين الإعلاميتين، لكنها تعزّزت مع قرار خليفة بهجر «الجديد».