قرر «منتدى ألوان» أخيراً أن يرسم الحياة على مداخل العاصمة اللبنانية، فكان جسر الكوكودي (على مدخل مطار بيروت) مكاناً مناسباً لإقامة جداريةً كبيرة تتغنى بالحياة كما بالمقاومة تحت عنوان «جدارية الإنتصار».لوحتان كبيرتان تغطيان حائطي الجسر الرئيسيين: المباشر والداخلي. أشرف الفنان محمد خريس على الأولى وهي لوحة واحدة كبيرة ذات فكرة واحدةٍ متكاملة متجانسة (وهي الأكبر حجماً كذلك) شارك فيها عددٌ كبير من الفنانين هم أحمد عبدالله وفضل فقيه وعباس عواضة وعبدالرحمن محمد ورولا شقير ونسرين قاسم.

أما في الجدارية الثانية، فقد رسم كل فنانٍ وفق ما يرغب لكن ضمن الخيط الرابط ذاته: المقاومة، الصمود، غزة، فلسطين، لبنان، وكُتِبَ الشعر كذلك على اللوحات التي شارك في تنفيذها الفنانون جنان موسى، أحلام عباس، فاديا ياسين، نزيهة سلوم، رباب أمين، منى نور الدين، ياسر الديراني، باسكال مسعود، غادية دباجة، عبد طويل، وهبة شكر. وكانت مفاجأة الحدث مشاركة الفنان الفلسطيني الغزّي محمد الديري الذي قدم خصيصاً من العاصمة الإماراتية للمشاركة في هذه التظاهرة الفنية.

تنفيذ جداريات مماثلة في مدنٍ أخرى

ويبدو أن مشروع «منتدى ألوان» لن يتوقف عند ذلك بحسب رئيس المنتدى الشاعر محمد علوش الذي أكد لـ «الأخبار» أنّهم يحضّرون لتنفيذ جداريات مماثلة على مداخل العاصمة أو في مدنٍ لبنانية أخرى، فضلاً عن العديد من الأنشطة داخل الضاحية الجنوبية. وكان المنتدى قد نظّم قبل مدةٍ نشاطاً «فنياً» كبيراً على شاطئ مدينة صور، شارك فيه العديد من الفنانين في مجالات عدة كالمسرح، والرسم، والشعر. ويشير علوش إلى أن هذه الأنشطة تهدف إلى التخفيف من وتيرة الاحتقان السياسي الذي يسيطر على لبنان، فـ «الفن رسالة حياة ولا حدود له ويخلق نوعاً من الألفة والتواصل بين الناس حتى المختلفين في ما بينهم سواء سياسياً أو لأي أسبابٍ أخرى”.
أما الفنان محمد الديري فقد أشار لـ «الأخبار» إلى أنّه أتى من الإمارات العربية المتحدة للمشاركة في هذا المشروع لأنه أراد أن يكون جزءاً من الرسالة الفنّية التي يبثّها، فـ «الفلسطيني مبدعٌ وفنان؛ والبندقية جزءٌ من حياة الفلسطيني ولكنها ليست كل حياته، فالإبداع أيضاً سمة. والغزّي هو أكثر من يقدّر الفن». وأضاف الديري أن المدينة الساحلية من أكثر المدن التي تزدهر فيها الفنون، فالجدران تشهد على عدد كبيرٍ من الفنانين المجهولين الذي لم يسمع العالم بهم أحد، ولكن مهاراتهم مميزة للغاية.