بالتوازي مع «مواهب بيروت» (7/4/2014) التي تنظم له «جمعية متروبوليس» و«معهد غوته» بالتعاون مع «مهرجان برلين السينمائي»، و«مهرجان مرسيليا الدولي للأفلام التسجيلية» الذي سيستضيف خبراء عالميين من الخارج لإقامة ورشات عمل تركز على التوليف والصورة وتصميم الصوت وتأليف موسيقى الأفلام، سيقام أيضاً «أسبوع الفيلم الألماني» في لبنان بين 18 و27 أيلول (سبتمبر) في سينما «متروبوليس أمبير صوفيل» من تنظيم «غوته» و»متروبوليس» أيضاً.
في دورته الأولى، سيقدم المهرجان أفلاماً تعرض للمرة الأولى في لبنان في تنوعها واختلاف الزوايا التي تتناولها تعكس ازدهار «أم السينما التعبيرية» اليوم وانفتاحها على تجارب ووجهات نظر مختلفة. الفيلم الافتتاحي «سيدة البنك» (18/9 ـ 2013 ـ راجع الكادر) المقتبس عن أحداث حقيقية والحائز جوائز في العديد من المهرجانات، يعود إلى الستينيات ليروي قصة جيزيلا فيرلر أول سارقة بنوك في ألمانيا. أما «خمس سنوات» (20/9) لستيفان شيلر المرشح لجائزة الفيلم الالماني هذه السنة، فيتناول قصة الألماني التركي مرات كورناز الذي اعتقله القوات الأميركية إبان اعتداءات11 سبتمبر وعذبته لخمس سنوات في أفغانستان وغوانتنامو بطريقة وحشية من دون سبب واضح إلا لزيارته باكستان لأداء الحج بعد اعتناقه الإسلام. يصور الفيلم بطريقة درامية لكنها تخلو من التراجيديا، العذاب النفسي والجسدي المبرح الذي تعرض له كورناز التي لقِّب حينها بـ «طالبان الألماني»، وصراعه للتمسك بحقيقته ضد شخص الإرهابي الذي يراد له أن يتقمصه. يغوص المخرج أكثر في التعذيب النفسي والألاعيب السادية التي مارسها الجنود الأميركيون. عبر خصوصية استثنائية في السرد السينمائي، يركز المخرج على التفاصيل الصغيرة ليروي قصة مرات ومقاومته اليومية لسجانه كما السحلية الصغيرة الذي يربيها في زنزانته وتمثل علاقته مع الحياة في الخارج. حين يجبره المحقق الذي يستجوبه على قتلها، يرفض ويتحمّل أشهراً في السجن الانعزالي بسبب ذلك إلى أن يرضخ ويقتلها بعد تهديده بقطع يده في لقطة قد تكون الأكثر تأثيراً في مشاهد الفيلم: يضعها في حضنه ويطبق عليها إلى أن تختنق.

يعرض فيلم «عمر»
للفلسطيني هاني أبو أسعد
للمرة الأولى في لبنان

أما «الأختان المتحابتان» (2014 ــ 21/9) للمخرج دومينيك غراف الذي سيمثل ألمانيا في الاوسكار، فيروي مقتطفات من حياة الشاعر والمسرحي الألماني فريدريش شيلر الذي أسس مع غوته «مسرح فايمار». لكن غراف اختار سرد سيرة شيلر من خلال المثلث العاطفي الذي كان يربطه بالأختين كارولين وشارلوت اللتين أحبهما سوية، واتفق الثلاثة أن يتزوج شيلر من شارلوت لغاية طلاق كارولين والعيش جميعاً معاً. الفيلم مشغول بعناية كلاسيكية في سرده السينمائي من حيث الإضاءة والتصوير والديكورات والملابس التي تسترجع هذه الحقبة، لكنه يتخذ منحى يبتعد من التقليدية في مقاربته للعلاقة بين شيلر والأختين. يتناولها مشرحاً بدقة وذكاء أبعادها النفسية، طارحاً السؤال: هل ممكن للشغف أن يوجد فعلاً من دون الغيرة وحب التملك؟ سنشاهد مع تطور الفيلم تجاور الشغف والكره في هذا المثلث من دون أن يمحي أحدهما الآخر. أما «حياتان» (2012 ـ 24/9) للمخرج جورج ماس الذي رشح لأوسكار أفضل فيلم أجنبي عام 2013، فيتناول قصة أطفال الحرب في النروج الذين ولدوا من أم نروجية وأب ألماني. انتزع هؤلاء عنوة من حضن أمهاتهم وأخذوا إلى ألمانيا ليتربوا سواء في مياتم أو لدى عائلات تبنتهم من خلال «منظمة ليبنزبورن» النازية التي كانت مهمتها الحفاظ على نقاء العرق الآري. يروي كيف جنّد جهاز الاستخبارات الألماني الشرقي (ستازي) عدداً من هؤلاء الأطفال ليسافروا إلى النروج بحجة البحث عن أمهاتهم كي يستقروا هناك ويعملوا كجواسيس. يمزج المخرج في أسلوبه بين التشويق وجمالية سينمائية خاصة تتضح في مشاهد الطبيعة والضباب. يعرض أيضاً «تباً لك غوته» (2013 ـ 20/9) للمخرج بورا داغتكين الذي حقّق أرقاماً مذهلة على شباك التذاكر في ألمانيا. في إطار كوميدي، يروي الشريط قصة مجرم خرج من السجن، لكن الظروف تجبره على العمل أستاذاً مساعداً في مدرسة. ورغم وسائله الغريبة في التعليم، إلا أنه يتضح أنّها أنجح من غيرها. أما «كولهاس» (2012 ـ 22/9) لآرون ليمان، فيتحدث عن مخرج ينكب على إنجاز الرواية الدرامية التاريخية «مايكل كولهاس» للكاتب كلايست، لكنه يخسر كل تمويله. مع ذلك، يقرر مواصلة فيلمه معتمداً على براعة الممثلين لينقل المشاهد عبر الخيال فقط، ويعيده إلى تلك الحقبة. أيضاً، يعرض «الفتاة مع عشر باروكات» (2013 ـ 23/9) لمارك روتموند الذي يتناول صراع فتاة مع السرطان من زاوية استثنائية. من خلال الباروكات التي تضعها، تتخيّل شخصيات مختلفة تتقمصها وتهرب بها من واقع المرض. إضافة إلى «حبيب رابسودي» (2013 ـ 23/9) لمايكل باومان، يعرض «ذا وال شيبنك» (2001 ـ 24/9) لدوريس دوري الذي يتناول علاقة أم وابنتها في إطار غير تقليدي.
الام الستينية من الهيبيز تعيش حياتها بحرية، فيما الابنة انطوائية تعاني من الفوضى التي تركتها تربيتها غير التقليدية في حياتها. أما «لامنتو» (2014 ـ 25/9) لجونس جونسون، فيروي صراع أم للخروج من حدادها بعد انتحار ابنتها. نشاهد أيضاً «هيوستن» (2013 ـ 25/9) لباستيان غونتر و»شرائح الحب» (2013 ـ 26/9) لجايكوب لاس الذي يروي علاقة شغف استثنائية بين كليمانس الخجول ولارا الأكثر صخباً وجنوناً. أيضاً، يعرض الوثائقي الكوميدي «فراكتس» (2012 ـ 26/9) للارس يسن عن منتج موسيقي يحاول لم شمل أعضاء فرقة «فراكتس». ويشهد اختتام المهرجان عرض فيلم «عمر» (2013 ـ 27/9) للفلسطيني هاني أبو أسعد الذي يعرض للمرة الأولى في لبنان بعد فوزه بالعديد من الجوائز. كذلك سيعرض فيلم فولكر شلوندورف «اليوم التاسع» (2004 ـ 19/9) بحضور مولفه بيتر آدم الذي يروي قصة راهب كاثوليكي معتقل في معسكرات التعذيب النازية يسمح له بمغادرة المعسكر لمدة تسعة أيام، حيث يصارع في هذه الفترة ليختار بين حريته وإيمانه. كما يعرض عمل وائل قديح «وداعاً شلوندورف» (19/9 ــ الأخبار 15/12/2013). يستعين الرابر والفنان اللبناني بالأشرطة التي كان اللبنانيون يرسلونها إلى عائلاتهم المهاجرة هرباً من جحيم الحرب الأهلية، ويمزجها مع مشاهد من فيلم المخرج الألماني الشهير.

* «أسبوع الفيلم الألماني»: بدءاً من 18 حتى 27 أيلول (سبتمبر) ــ «متروبوليس أمبير صوفيل» (الأشرفية، بيروت) ـ للاستعلام: 01/204080