الجميعُ يشبه الجميع:الشعراءُ، القَتَلةُ، اللصوصُ، الرعاةُ، سَدَنةُ الجبّاناتِ والعروشِ والمقاصل...
ورسُلُ الجمالِ التعساء
الذين، بدموعهم يُطهّرون آثامَ الأرض،
ويُطَيِّبون نتانةَ هواءِ العالمبأنفاس الموسيقى.
في الحياة... كما في الموت
الجميعُ يشبه الجميع.

وأبداً، في السماوات كما على الأرض،
ما مِن علامةٍ فارقة
سوى أنّ صُنّاعَ الظلمات يحتكرون هدايا النور...
أما أهلُ النور
فيعيشون ويموتون... في العتمة.
15/4/2014

كُرَماء



كأنما أنتْ
سَرَطانةُ الحياة الوحيدةُ التي لا بدّ من استئصالها.
كأنما أنت (أنتَ وأنتَ وأنتْ)
عارُهم الوحيد، وداءُ حياتهم الوحيد، ومؤرِّخُ كوارثهم الذي لا شفاءَ من ضغائنِهِ وأحلامه...
لهذا، كلما سلكتَ سبيلاً أو طرقتَ بوّابةَ بيت، يستقبلونكَ عابسين... كما لو أنهم يهمّون بطردكَ خارجَ الحياة.
وحين تبدأ بلَمْلَمةِ أسمالكَ وتستعدّ للمغادرة
يُرحِّبونَ بك من صميمِ ألسنتهم وصميم خناجرهم ويقولون لك صادقين:
أيها الصديقُ الطيّب!
نرجوكَ... ونرجوكْ...
إذا حدثَ أنْ بقيتَ حيّاً
فتعالَ مرةً أخرى!
15/4/2014