«تحريك عجلة الدراما اللبنانية وترشيد الميزانية والاتكاء على ابتكارات جديدة «... نتائج يمكن الخروج بها كخلاصة التعاون بين شركات الإنتاج الفني وشركات الدراسات الإحصائية. في ضوء التعاون بين «مجموعة صبّاح إخوان الإعلامية» و»جي. اف. كي. ميديا ريسرش»، خرجت هذه الخلاصات التي أجريت منذ 2002 إلى اليوم.
ولهذه الغاية أقيمت أمس ندوة «دور الدراسات الإعلامية في قطاع الإنتاج التلفزيوني في الدول العربية» في أحد فنادق بيروت وضمت رئيس مجلس إدارة «مجموعة صبّاح إخوان الإعلامية» صادق صباح وعضو مجلس شركة GFK MRME طارق عمّار. إذاً، اتكأت شركة الإنتاج الفني على الدراسات للتطوير والاستثمار الناجح بداية مع شركة «آراء للبحوث والدراسات» قبل انضمامها الى GFK العالمية. تحدث صبّاح عن تجربة شركته مع مسلسل «الشحرورة» (2011) «كأول عمل لبناني يتوجه الى العالم العربي واللبناني» وإخضاعه لتجربة الدراسات عبر قياس نسبة المشاهدة ومعها قياس المزاج العام اللبناني والمصري.
أعمال الكرتون باتت منافساً
حقيقياً في السوق
في المحصلة، احتلّ العمل المرتبة السادسة مصرياً وراوح بين الثانية والثالثة لبنانياً. النتيجة لم ترض الشركة المنتجة كما قال صبّاح، لكنها شكلت فرصة للتطوير بغية إنتاج عمل لبناني يمكن تصديره الى السوق العربية وفق صبّاح. بات الأخير على يقين بأن المزاج الشعبي يتجه نحو البساطة والابتعاد عن الحروب والمشاكل السياسية كما أكد. الدراسة سمحت أيضاً باستطلاع الآراء حول نجوم جدد لاقوا استحساناً لدى الجمهور، وبذلك سقط الرهان على الوجوه المعروفة التي تتطلب دوماً أجراً عالياً.
وبعد انتظار جلاء ملامح دراسة السوق، خرج مسلسل «لو» في رمضان الماضي وكان ترجمة لخلاصة هذه الدراسة. الشركة المنتجة عوّلت عليه، فاستحوذ على المراتب الأولى في لبنان والمرتبة الثالثة في الخليج واستطاع خرق القنوات المشفرة كـ osn. من هنا، شدد صبّاح على دور الدراسات في الترشيد واكتشاف السوق ومزاجه، وبالتالي «استثمار جيد في أعمال ناجحة».
نتاج 12 عاماً من العمل والإحصاء عرضها عمّار بدوره، فشدّد على أهمية هذا القطاع في إنعاش قطاعات أخرى كالإنتاج الفني. وأضاء على عمل الشركة في رمضان عام 2011 بين مصر، السعودية، الكويت ولبنان.
وخرج بالنتائج الآتية: الفوازير غير متابعة حتى في مصر. يمكن استثمار وجوه جديدة في عالم التمثيل أقل كلفة واكثر متابعة. وكان بارزاً هنا تحبيذ لبنان للمسلسلات ذات الطابع العنيف بخلاف باقي البلدان العربية. رمضانياً أيضاً، قد تدخل أعمال الكرتون سوق العالم العربي وتنافس بقوة رغم كلفتها المنخفضة. واستشهد بمسلسل «لو» الذي حظي ـ برأيه ـ بحبكة جيدة وأتى «معبّراً عن رغبات المشاهدين». ومن نقاط قوته كما يقول إنه استقطب أصحاب الدخل العالي (5 آلاف دولار) في خطوة لافتة، إذ وصلت نسبتهم الى 29%.
هذا التعاون أُريد منه كما يرى المعنيون وضع الإنتاج الدرامي على سكته الصحيحة وتطويره، والإضاءة على أهمية الدراسات في رسم مسار صحيح للاستثمار وتحقيق الغاية المطلوبة.