القاهرة | سابقة جديدة يشهدها الوسط الفنيّ في مصر بسبب إصرار المنتج محمد السبكي على الجلوس رسمياً في مقعد المخرجين، الأمر الذي دفع الممثل عمرو سعد إلى إطلاق تصريحات ضدّ "نقابة السينمائيين" نهاية شهر أيلول (سبتمبر) الماضي. لكن النقابة، على ما يبدو، انتظرت انتهاء إجازة عيد الأضحى لتطلق بيانات ضدّ سعد، قبل أن تطالب "نقابة الممثلين" واتحاد النقابات الفنية بالتحقيق مع بطل فيلم السبكي الأخير "حديد" (سيناريو مصطفى سالم). بدأت الأزمة قبل أشهر عندما حاول السبكي الحصول على تصريح لإخراج "حديد"، لكن النقابة رفضت تدشين السبكي مخرجاً رسمياً، معتبرة أن العُرف جرى على السماح لمدير التصوير أو المونتير بالعمل مخرجاً. لكن العضو المسجّل كمنتج ليس له سوابق في هذا المجال. بالفعل، تمّ طرح فيلم "حديد" باسم المخرج أحمد البدري، ولم يقم الأخير بإطلاق أيّ تصريح حول الفيلم الذي حلّ في المراكز المتأخرة لشباك التذاكر خلال العيد. لكن سعد رفض تصرّف النقابة، وقال إنّ من حقّ أيّ شخص "أن يفنّ" (أيّ يقدّم فناً)، واضعاً السبكي، المعروف بأفلامه التجارية، في كفّة واحدة مع مخرج كبير مثل يوسف شاهين.

وقال نجم فيلم "دكان شحاتة" (كتابة ناصر عبد الرحمن وإخراج خالد يوسف) "إن شاهين لم يكن خريجاً لمعهد السينما، وعلى نفس القياس لماذا يحرمون السبكي من حقّه في أن يصبح مخرجاً؟". وامتدّ هجوم سعد لاتهام النقابة بأنها "مسؤولة عن الأفلام الرديئة"، وهي المرّة الأولى التي تتهم فيها نقابة فنية بهذا الاتهام غير المبرّر منطقياً.
بدورها، خرجت "نقابة السينمائيين" في بيانها الحادّ عن نطاق الهجوم والهجوم المضادّ، وقارنت بين عمرو سعد وزميله محمد رمضان. وقالت إن "عمرو الذي يبلغ 42 عاماً لم يجد أمامه للحفاظ على الوجود سوى أن يسيرعلى نهج أفلام ممثل عمره 27 سنة" في إشارة إلى رمضان وفيلمه "عبده موتة" (إخراج إسماعيل فاروق وكتابة محمد سمير مبروك). فقد رأى النقاد أن أفلاماً مثل "حديد" جاءت لاستثمار نجاح "عبده موتة" دون اقتناع حقيقي من أبطالها بجودة ما يقدّمونه. أما فيلم رمضان الجديد "واحد صعيدي" (إخراج إسماعيل فاروق وسيناريو عبد الواحد العشري) فقد تفوّق في شبّاك التذاكر وبفارق كبير عما قدّمه سعد في "حديد". كما أكّد بيان النقابة أن سعد يصفّي حسابات سابقة تتعلّق بوجود النقابة إلى جانب أسامة نور الدين مؤلّف الجزء الأول من مسلسل "شارع عبد العزيز" الذي حاول سعد استبعاده بشكل غير قانوني من الجزء الثاني. وهو ما رفضته النقابة، ما سمح لنور الدين لاحقاً بمقاضاة أسرة المسلسل. وشدّدت النقابة في بيانها على أن السبكي نفسه تقبّل قرار منعه من الإخراج رسمياً. فيما ظنّ كثيرون أن الأزمة انتهت عند هذا الحدّ، أرسلت "نقابة السينمائيين" أوراقاً للصحافيين موقعة باسم الوكيل الأول للنقابة المخرج عمر عبد العزيز، وموجّهة لأشرف عبد الغفور "نقيب الممثلين" وهاني مهنى "رئيس اتحاد النقابات الفنية" تطالب فيها "نقابة السينمائيين" باتخاذ اللازم مع سعد، بناءً على التصريحات المسيئة للنقابة