تنهمر أسماء الشركات كالمطر مع قصص كثيرة بينها واحدة تحكي عن عائلة فقيرة يحتاج منزلها الى الترميم والصيانة. بهذه الصورة يمكن إيجاز برنامج «داليا والتغيير» (تقديم داليا كريم، وإخراج كارين نيكولا أبو جودة) على otv.
البرنامج الذي دخل موسمه الثالث،
استغلال حاجة
الناس للترويج لنوّاب
التيار ووزرائه
كان هدفه في البدء الترويج للمرشح للكرسي النيابي جاد صوايا (المقرّب من العونيين) ولشركته الخاصة بالبناء. أما زوجته، فليست سوى مقدمة البرنامج مهندسة الديكور داليا كريم. كل ذلك طبعاً جرى بغطاء إنساني، أي مساعدة العائلات المحتاجة. لكن بعد ذلك، انحرف البرنامج عن أجواء الديكورات والبلاط واثاث المنزل ليذهب صوب عمليات التجميل ومساعدة أصحاب الحالات التي تحتاج الى عمليات تجميلية. وطبعاً مع هذه العمليات، سنجول على أسماء أطباء ومراكز تجميلية للاستعراض الإعلاني. وفي منتصف الشهر الحالي، بثت «أو. تي. في» إعلاناً ترويجياً لـ «داليا والتغيير» يدخل عناصر جديدة في اللعبة: الوزير السابق نقولا صحناوي، والنائبان نبيل نقولا، ابراهيم كنعان، دخلوا «لعبة» مساعدة المحتاجين وترميم بيوتهم. و»لغرائب» الصدف أنّ السياسيين الثلاثة هم من «التيار الوطني الحر».



في الإعلان الترويجي المعنون «شو صاير بالنواب؟»، نرى صحناوي يعتلي السلم الخشبي ليصعد السطح ويعاين النش. ونرى أيضاً نبيل نقولا وابراهيم كنعان يطليان الجدران بفرح عارم. حلقة الجمعة الماضي التي دشنت هذا «العهد»، كانت مع الوزير السابق نقولا صحناوي، حيث أعلنت داليا كريم أنّ البرنامج سيستقبل نواباً ووزراء ورجال أعمال «للمساعدة على ترميم البيوت». هذا الإجراء أعاد أوتوماتيكياً الى الأذهان فكرة الانتخابات وربطها بالخدمات والإنماء عند الناس، ولا سيما «الزفت»، ومقولة: «أريد أن أنتخب فلاناً، ليعبّد لي طريق منزلي». هكذا استثمر البرنامج الفكرة وجنّد نوّابه ووزراءه لهذه الغاية.



الحلقة الماضية، كانت «للصدفة» وجهتها منطقة الأشرفية، وتحديداً فسوح، ومنزل عائلة عباس الأثري مع ابن المنطقة نقولا صحناوي. الأهداف المعلنة كما قال هو ترميم البيت الأثري الذي ناهز عمره الـ 100 عام ومساعدة القاطنين في المنطقة على الصمود «وسط مشاكل ارتفاع اسعار العقارات والهجرة والقانون الجديد للإيجارات».
في بداية الحلقة المذكورة، لفتت المعلقة الى أنّ البرنامج لم يأل جهداً حتى في فصل الصيف للتفتيش عن «حالات بدها مساعدة». هكذا، دخلت من باب «تكاتف الجهود وتضافر القدرات « لتبرير وجود صحناوي. يظهر لنا البرنامج أن المبادرة «شخصية وإنسانية» من قبل السياسي البرتقالي الذي اختار بنفسه هذا المنزل. تزنر الكاميرات صحناوي وكريم ومعهما العمال ولافتات الشركات التجارية.


يأبى صحناوي الا أن يقحم نفسه في الورشة ويطلي الجدران الى جانب مقدمة البرنامج، ويعطي نظرياته في الديكور وكيفية توزيع عناصره. ويأبى ايضاً أن يدشن المنزل المرمم الا مع العائلة التي يدخل معها لرؤيته جاهزاً.
في النهاية، استطاع البرنامج حشد عدد لا بأس به من الشركات المعلنة، وها هو اليوم يحشد لنواب ووزراء التيار البرتقالي بطريقة فاضحة.


* «داليا والتغيير» كل جمعة 20:30 ع
لى otv