بغداد | الفنّان اليساريّ المعروف جعفر حسن (مواليد مدينة خانقين في محافظة ديالى عام 1944) يحطّ في لبنان مشاركاً في احتفالات العيد التسعين لتأسيس الحزب الشيوعي اللبناني. ليس غريباً أن يسهم أحد رواد الأغنية السياسيّة العراقيّة في مناسبة يوجّه فيها التحيّة للحزب الذي يحمل المنحى الفكري والسياسي الذي يؤمن هو به. صاحب أغاني «عمي يابو جاكوج» و»عمال نطلع الصبح» و»يا حبّي يا بغداد» و»وديني البصرة» (خذني للبصرة)، سيطلّ على جمهوره في بيروت بمجموعة مختارة من نتاجات ألبوماته القديمة والجديدة.


تجربته الفنيّة بدأت منذ طفولته وهو يتعلّم العزف على الناي، ومن ثمّ المشاركة في عدد من الفرق الموسيقيّة، ومنها فرقة «أبناء دجلة للموشحات» مع الفنّان الراحل روحي الخماش، وتلاها دخوله إلى «معهد الفنون الجميلة» في بغداد عام 1960. واجه الاعتقال والملاحقة وحتّى مسح أرشيفه الغنائي من الإذاعة والتلفزيون أواخر السبعينيات.



لكنّه لم يتوقف لاحقاً عن إنجاز الألحان والمحافظة على الحضور بين جاليات عراقيّة وعربيّة عبر حفلات أحياها في عواصم عربيّة ومدن أوروبيّة وفي أميركا وأوستراليا، ومن ثمّ اللقاء بالجمهور العراقيّ مجدّداً بعد نيسان (أبريل) عام 2003، في بغداد والبصرة وكردستان. مع ذلك، بقي جمهور جعفر حسن من متابعيه القدامى الذين عرفوا فنّه، في حين حصلت قطيعة فعلية مع الأجيال الجديدة التي كانت تسأل دائماً عن تاريخ هذا الفنان وسيرته كلما أتى إلى بغداد أو إحدى محافظات العراق.



في منفاه، لم ينشغل فقط بمواصله الإنتاج الفني من ألحان وأغانٍ، بل أسّس في عدن وجهته الأولى، فرقاً موسيقية وأصبح عميداً لمعهد الفنون الجميلة، في حين أصبح في أبوظبي محطّته الثانية، مستشار المجمع الثقافي هناك.



لجعفر رأيه الخاص بالأغنية العراقية الحالية. قال العام الماضي: «نحن نحتاج إلى أغانٍ عراقية حقيقية، ولسنا بحاجة إلى أن نسمع أغنية جملها الموسيقية ليست عراقيّة. هناك أغانِ كثيرة كلامها غير جميل ويهين المرأة والحبيبة، أنا اسمع أغنيات مقرفة ما عدا القليل جداً، لكن نقول إنّ الدنيا ما زالت بخير». إطلالته في بيروت وصفها لـ»الأخبار» بأنّها «في منزلة تحيّة فنيّة لهذه المناسبة بتأدية مجموعة من الأغنيات على عودي المنفرد».

جعفر حسن: 24 ت1 (أكتوبر)