تونس | من أبرز المفكرين العرب، لعب عبد الوهاب المؤدب دوراً في تقريب الثقافة العربية من القارئ الفرنسي، سواء كأستاذ للأدب المقارن، أو كمقدم برامج في «فرانس كولتور» أو كناشر ومترجم. ولد في مدينة تونس من عائلة عريقة من حاضرة تونس ذات أصول أندلسية، وتشبع بالثقافة الصوفية التي اعتبرها دواء للتشدد والتطرف.
كتب الشعر والرواية، لكنه اشتهر بكتبه حول الإسلام خصوصاً «مرض الإسلام» الذي ترجمه إلى العربية بمشاركة الشاعر المغربي محمد بنيس. طيلة سنوات، وظّف جهداً في الدفاع عن التنوير وجوهر الثقافة الإسلامية التي شوهتها الحركات الجهادية بدمويتها وترويجها لثقافة الاغتيال والقتل والتكفير. ويعتبر المؤدب أنّ التصوف هو الحل للتصورات المرضية للإسلام التي شوّهته وحولته إلى دين مخيف. في هذا السياق الفكري يندرج اهتمام المؤدب بالتصوف، وخصوصاً أعمال الحلاج والنفري وابن الفارض وعمر الخيام... كما عمل في «دار سندباد» ومجلة Intersignes التي أصدرها مع المفكر التونسي فتحي بن سلامة. في اشتغاله في النشر، قدّم عدداً من المفكرين والشعراء والروائيين من الحلاج الى الطيب صالح ونجيب محفوظ وأدونيس. برحيل صاحب «قبر الحلاج»، نخسر علماً ناضل من أجل الدفاع عن الثقافة العربية الإسلامية وتخليص الإسلام من سجن التأويلات النصية التي قتلت الاجتهاد. رحل في زمن «داعش» والمرحلة الأكثر سواداً ودموية في تاريخ العرب الحديث، هو الذي كان دائماً يدعو الى العشق ويناضل من أجل إشاعة قيم المحبة والشعر والتنوير.