القاهرة | جولة خاسرة لم يتوقعها رئيس «نادي الزمالك» مرتضى منصور صاحب السبق في كمّ التجاوزات اللفظية التي يوجهها إلى الجميع عبر الشاشات المصرية، فقد نجحت نقابة الصحافيين في هزيمته للمرة الأولى. على الرغم من اتهام النقابة بعدم فعالية دورها في حماية المهنة والذود عن الصحافيين الذين يتعرضون للتضييق أو سوء المعاملة داخل مؤسساتهم، فاجأت الجميع بموقف حازم وحاد ضد مرتضى منصور، أحد أبرز المحسوبين على نظام مبارك، والمشهور بأنه صاحب أبشع الألفاظ التي يوجّهها لخصومه، وما أكثرهم، عبر شاشات التلفزيون.
ضربة السبق لم تكن للنقابة، بل لـ«رابطة النقاد الرياضيين» برئاسة محمد شبانة. بدأت القصة بمشادة هاتفية بين مرتضى ورئيس القسم الرياضي في جريدة «المصري اليوم» محمد الشرقاوي، حيث سبّ الأول الأخير كما اعتاد دائماً. وسرعان ما انتفضت الرابطة وأجرت إحصاءً لعدد الصحافيين والنقاد الرياضيين الذين طالهم لسان رئيس «نادي الزمالك». بعدها، فرضت على أعضائها مقاطعة أي أخبار أو نشاطات لمنصور المهووس دائماً بالظهور الإعلامي.
وُضعت «أم. بي. سي. مصر» في موقف حرج لأنّها المنبر الذي يستعمله منصور
نقيب الصحافيين ضياء رشوان تلقى الرسالة وزاد عليها بإصدار قرار بإجماع مجلس النقابة يقضي بإحالة أي صحافي يخالف تلك التوصيات على التحقيق. من جانبه، حاول منصور فك الحصار سريعاً بالدعوة إلى مؤتمر صحافي لم يحضره سوى ثلاثة صحافيين يعملون في جريدة النادي، فردت النقابة بإحالتهم على التحقيق فوراً، فيما التزمت كل الصحف المصرية بقرار النقابة، حتى تلك التي كانت تعمل ألف حساب لصاحب اللسان السليط. هكذا، توقفت الصحف عن نشر اسمه وصورته في أي خبر يتعلق بالنادي العريق. تطور الأمر لاحقاً وقررت النقابة تقديم بلاغات إلى النائب العام ضد مرتضى منصور، وطالبت وزير الشباب والرياضة خالد عبد العزيز بالتدخّل والتحقيق في كل الوقائع المنسوبة لرئيس «الزمالك». تضامنت غرفة صناعة الإعلام مع النقابة و«رابطة النقاد الرياضيين»، وأعلنت تجميد ظهور مرتضى منصور على شاشاتها حتى انتهاء الأزمة، لتضع الغرفة «إم. بي. سي. مصر» في موقف حرج كونها القناة التي انطلق منها سباب مرتضى لمحمد الشرقاوي. الأخير أشار إلى أنه حاول إجراء مداخلة للرد على تصريحات مرتضى المسيئة له، لكن المحطة رفضت. بداية الأزمة كانت بحوار نُشر في جريدة «المصري اليوم» مع لاعب «الزمالك» عمر جابر الذي يرفض مرتضى استمراره في الفريق. ولأنه من المؤمنين بنظرية المؤامرة، لم يعترض مرتضى على تصريحات جابر، بل اتهم الصحيفة والشرقاوي بالتآمر، مستخدماً ألفاظه السوقية. أسلوب كرّره لاحقاً خلال المؤتمر الصحافي عندما هدد بحبس مالك جريدة «المصري اليوم» صلاح دياب، واصفاً إياه بنحو غير مباشر بأنه من عملاء أميركا وإسرائيل. أما أطرف تصريحاته فكانت نيته مقاطعة الصحف التي قاطعت مؤتمره الذي لم يحضره أحد!