القاهرة | في زوبعة مفاجئة، نشر الكاتب والباحث يوسف زيدان (1958) على صفحته الرسمية على فايسبوك بياناً أعلن فيه اعتزاله أي فعل أو تفاعل ثقافي في مصر والبلاد العربية خلال الفترة المقبلة، بالإضافة إلى استقالته من عضوية اتحاد كتاب مصر. وجاء هذا البيان على هامش الخلاف القائم بين زيدان واسماعيل سراج الدين الذي شغل منصب المدير العام لـ «مكتبة الإسكندرية» أثناء تولي زيدان إدارة مركز المخطوطات والوثائق في المكتبة.
وقال صاحب «عزازيل» في نصّ البيان: «معروفٌ أن خلافاً جرى بيني وبين د. إسماعيل سراج الدين بسبب «مكتبة الإسكندرية» و ليس لسببٍ شخصي. كانت نتيجته أنني استقلتُ منذ عامين من عملي كمدير لمركز المخطوطات ومتحف المخطوطات في المكتبة، بعد 17 عاماً من الجهد الذي لا يعلمه إلا الله لبناء هذه المكتبة، ورفع شأنها في العالم». وأضاف زيدان: «معروفٌ أن الدكتور المذكور يُحاكم منذ ثلاثة أعوام بسبب أفعاله في المكتبة، ويديرها في الوقت ذاته! وكان قد أحيل إلى النيابة في 107 قضية، جرى التصالح في بعضها، وذهب بعضها الآخر إلى المحكمة، وظلت الجلسات تؤجّل حتى كان التأجيل رقم 15 منذ أسبوع، إلى جلسة شهر كانون الأول (ديسمبر) المقبل، وهو في الوقت ذاته يدير المكتبة». وأوضح صاحب «النبطي» أنّ وزير الثقافة الحالي جابر عصفور قال قبل عامين عبر الجرائد «اسماعيل سراج الدين كذّاب». مع ذلك، فور تولّيه وزارة الثقافة، أصدر قراراً «بضمِّ هذا الذي وصفه بالكذّاب إلى عضوية المجلس الأعلى للثقافة». وأكد زيدان في بيانه: «لن أعود عن قراري، ما دام الدكتور إسماعيل سراج الدين باقياً في مكانه كمدير لـ «مكتبة الإسكندرية» (أو تُعلن المحكمة براءته من القضايا التي يُحاكم فيها بسبب أعماله في المكتبة) وما دام الرئيس السيسي الذي بحكم منصبه كرئيس للجمهورية، هو بحكم القانون الخاص بالمكتبة رئيس مكتبة الإسكندرية، لم يتدخّل شخصياً في الأمر الذي أراه دليلاً دامغاً، على أنه لا فائدة تُرجى من أي جهدٍ ثقافي يُبذل في هذا الوطن المنكوب المسمّى مصر».
وعلى خلفية الأزمة، تقدم زيدان باستقالته قبل يومين من عضوية اتحاد كتاب مصر نشرها على صفحته الرسمية على فايسبوك» قال فيها: «يؤسفني إبلاغكم باستقالتي من عضوية الاتحاد بعد قرابة ثلاثين عاماً من مشاركتي فيه كعضو عامل، منذ كنت في العشرين من عمري». وأضاف أنّ هذه الاستقالة تأتي لأسباب عدة «منها ما يجري في الاتحاد في الفترة الأخيرة من مواقف تخرج به عن إطار المرجو منه، مثل شراء الاتحاد من ميزانيته الخاصة أسهماً بملايين الجنيهات لصالح مشروع تطوير قناة السويس، والاعتراض هنا ليس على المشروع، بل على هذا الشروع في ما لا دخل للاتحاد به».
وأوضح زيدان أن الاتحاد متقاعس، وليس خانعاً عن مواجهة القرارات الحكومية الخاصة بالمناصب الثقافية واختيار من لا يصلحون لها من دون اعتداد بالمصلحة العامة كـ «الطاعنين في السن، العُراة عن الإسهام الثقافي، رموز النظام القديم الذين ثبت فسادهم».
يُذكر أن الأزمة الأخيرة لزيدان شهدت تضامن مجموعة من الكتاب والمثقفين معه على شبكات التواصل الاجتماعي فوضعوا صورة على صفحتهم الرسمية.